
د. ندا الركاد*
ألم تسمع بسخرية القدر يوما؟؟؟
أن لاتشقى ، أن لاتتعب ، أن لاتفهم ، أن لايكون لك أي علم بما سيوكل لك…
وبلحظة قدرية تجد نفسك ،تجلس في الصفوف الأولى في جنيف في مقر الأمم المتحدة، وبدون علمك ، ولاعلم لك ، ولا لعلمك ، لأنك لاتملكه أصلا…
حيث هناك تنتظرك مهمة كتابة دستور سوريا، التي يعجز عنها كثير من الفقهاء الدستوريين في العالم، لكونه ينتمي لأعقد ملف في العصر الحديث، بحكم تعقيدات الشعب السوري الأثنية والعرقية والثقافية والسياسية ، إضافة لتعقيدات تخص الملف الميداني والعسكري وتداخلاته….
بخضم كل هذه التعقيدات، تحيز أنت أيتها (السخرية القدرية) على مهمة كتابة أكبر وأعظم وثيقة دستورية قانونية لأعظم وأكثر الشعوب ثقافة في المنطقة، وهو الشعب السوري.
عدى عن كل هذه المصائب ، التي أنت لست آخرها .
فهذا الشعب قدم مليون شهيد لكي يحصل هذه الوثيقة العظيمة ، التي تحصنه قانونيا ودستوريا ، وترسم له مستقبلا مشرقا، فأذ به يصدم بهكذا ممسخة قدرية مثلك….
المصيبة ، أن هذا الشعب ،يملك كفاءات لايحصى لها عددا، وخريجين من أعظم جامعات العالم بالفقه الدستوري والقانون الدولي ، وكلهم يجلسون وينظرون إليك أيتها المسخرة القدرية ، كيف ستنجز لهم كل طموحاتهم ، التي فقدوا من أجلها فلذات أكبادهم ….
إذا كان هذا هو قدر السوريين ، فأنهم يرجونك للحظة الأخيرة، أن تكون منصفا في كمية الإستفزاز والإطلالات عليهم، لكي لاتجرح الشعور العام لهذا الشعب المكلوم المتعلم والمثقف، وأن لاتجرح مشاعر أبناء الشهداء…
الدكتور ندا الركاد، صيدلاني و ناشط سياسي سوريا مقيم في ألمانيا
اكتشاف المزيد من شباب بوســــــت
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.