استكملت تركيا استعداداتها لخوض عملية عسكرية جديدة, هي الثالثة, بعد عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون في سوريا بهدف القضاء على (ب ي د/ ي ب ك) وإبعادها عن الحدود مع تركيا.
وقال مصدر عسكري تركي، اليوم الإثنين، بحسب ما نقلت وكالة سبوتنيك الروسية إن العملية العسكرية التركية المرتقبة في مناطق شرق الفرات قد تنطلق بعد عيد الأضحى، أو ربما يتم تنفيذها في أية لحظة وفقا للتطورات.
وأضاف المصدر “لم تتوصل أنقرة وواشنطن حتى الآن إلى تفاهم حول عمق المنطقة الآمنة شرق الفرات، حيث اقترحت الولايات المتحدة الأمريكية أن يتم تنفيذ العملية العسكرية التركية بعمق 7- 8 كم”.
وأوضح المصدر “لا معنى لتنفيذ عملية عسكرية بهذا العمق، لذلك فإن أنقرة تصر على تنفيذ العملية بعمق 30 كم وهي لن تتراجع عن موقفها”.
فيما رجح مصدر كردي أن العملية العسكرية التركية ستكون محدودة، قائلا “العملية العسكرية التي يخطط الجيش التركي لتنفيذها شرق الفرات ستكون محدودة، وقد تقتصر على قصف مواقع لقوات سوريا الديمقراطية”.
وأضاف المصدر “الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح للجيش التركي باجتياح المدن في شرق الفرات، وستغض الطرف لعدة أيام عن العمليات العسكرية التركية، وأتوقع أن العملية لن تطول، وأن يكون الصدام بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش التركي محدودا”.
ولفت المصدر إلى أن “العملية التي سينفذها الجيش التركي في شرق الفرات تعتبر مصيرية بالنسبة للشعب الكردي في سوريا”.
وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع جولة محادثات جديدة تجريها تركيا اليوم الاثنين مع مسؤولين عسكريين من الولايات المتحدة في العاصمة التركية أنقرة حول المنطقة الآمنة شمال شرق سوريا، وفق بيان وزارة الدفاع التركية.
وقالت وزارة الدفاع التركية إن المباحثات بدأت صباح اليوم بين مسؤولين عسكريين أتراك وأمريكيين حول المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها بـ “طريقة منسّقة”.
وقال الكاتب والصحفي التركي حمزة تكين إن استعدادات الجيش التركي والجيش الوطني السوري لبدء عملية عسكرية مشتركة ضد الإرهابيين اكتملت 100% بانتظار أمر البدء.
إرباك كبيرة تسود صفوف وأشار تكين إلى أن حالة من الإرباك والتخوف تسود ميليشيات PKK/PYD من تخل الولايات المتحدة عنهم.
من جانبه, أكد القيادي في الجيش الوطني مصطفى سيجري أن أمريكا “لن تكون إلى جانب وحدات حماية الشعب الكردية “YPG” مع بدأ العملية العسكرية شرق الفرات
وقال سيجري: الجيش الوطني وبدعم ومشاركة عسكرية من الحلفاء الى شرق الفرات لإقامة المنطقة الآمنة “وسحق المجموعات الإرهابية”.
وأشار سيجري إلى عدم إمكانية الإدلاء بتفاصيل أكثر حول العملية مؤكداً أنها “مرتقبة”.
وأوضح سيجري أن “أماكن ومحاور العملية سيتم تحديدها من قبل غرفة العمليات العسكرية القائمة الآن بين الجيش الوطني السوري والجيش التركي”.
وتوعدت تركيا مراراً بشن عملية عسكرية شرق الفرات في حال عدم التفاهم عبر المفاوضات مع أمريكا بشأن إقامة المنطقة الآمنة شمال شرق سوريا.
وأعربت الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الاثنين عن “قلق كبير” حيال عزم تركيا البدء بعملية شرق الفرات في سوريا للقضاء على مليشيا “ب ي د” الانفصالية والتي تحظى بحماية من التحالف الدولي.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، قولها: “مثل هذه العمليات أحادية الجانب شمال شرق سوريا تثير قلقًا كبيرًا، خاصة مع وجود قوات أمريكية قريبة من المنطقة”.
كما نوهت إلى أن أي عمل عسكري تركي دون تنسيق مع الولايات المتحدة سيضر بالعلاقات بين البلدين.
واستبق أمس الأحد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، محادثات بلاده مع مسؤولين أمريكيين بالتأكيد على عزم بلاده القيام بعملية شرق نهر الفرات في سوريا.
وقال أردوغان: إنه أبلغ روسيا والولايات المتحدة بقيام قواته بعملية عسكرية شرق الفرات.
وسبق تصريحات أردوغان إعلان المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، حامي أقصوي، يوم الجمعة الماضي، بأن بلاده ستضطر لإنشاء منطقة آمنة بمفردها بسوريا، في حال عدم التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة في هذا الشأن.
وكانت تركيا والولايات المتحدة قد توصلتا في يونيو/حزيران 2018 لاتفاق “خارطة طريق” حول منبج، بريف محافظة حلب، يقضي بإخراج مسلحي “ي ب ك/بي كا كا” من المنطقة وتوفير الأمن والاستقرار فيها, إلا أن تركيا تتهم واشنطن بعدم الوفاء بالتزاماتها معتبرة أن عوائق تقنية تمنع تنفيذ الاتفاق.
و أعلنت وزارة الدفاع التركية، أن الوزير “خلوصي أكار” اجتمع الخميس مع مسؤولين عسكريين، لبحث عملية محتملة في شمال سوريا، بعد يوم من تحذير أنقرة من أنها ستتحرك إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن منطقة آمنة مزمعة.
وأضافت الوزارة في بيان لها أن أكار قال: “نقلنا آراءنا وطلباتنا إلى الوفد الذي جاءنا. نتوقع منهم تقييمها والرد علينا فوراً”.
وتسعى تركيا لإقامة منطقة آمنة بعمق 32 كيلو مترًا من الحدود التركية باتجاه الأراضي السورية، وتولي السيطرة عليها، وإخراج قوات قسد والتنظيمات الكردية المدعومة أمريكياً.
وتسطير “الإدارة الذاتية” وجناحها العسكري “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وعمادها “وحدات حماية الشعب” (الكردية) على مناطق شمال شرق سوريا، وتصنفها تركيا على قوائم الإرهاب الخاصة بها.