.
منذ التصريحات الاخيرة للرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” شهدت الساحة خلالها تطورات سياسية متسارعة، بدا المشهد معها متغيرا وقابلا لمزيد من المفاجآت، في ظل بروز تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التطورات تمهّد لحل سياسي قادم، أم أنها تؤسس لمرحلة جديدة من الصراع.
آخر هذه التطورات جاءت على لسان صالح مسلم الرئيس السابق لتنظيم “حزب الاتحاد الديمقراطي” الكردي عندما أشار إلى أنه يطالب “الأصدقاء” الإيفاء بالتزاماتهم تجاه “الشعب الكردي” وقلل من أهمية التهديدات التركية بشن عملية عسكرية شرقي الفرات، معتبرا أن هذه التهديدات “حرب نفسية” وانعكاس لازمة تركيا في الداخل وسوريا.
وأضاف مسلم قائلا في لقاء متلفز الجمعة 14/12/2018 مع الوكالة الكردية هاوار : “ليس أمام شعبنا سوى المقاومة والصمود لنيل حقوقه الديمقراطية” وأن “معظم من هم في المنطقة مدنيون وهم من أبناء الشعب ولم ينزلوا من السماء” على حد تعبيره
موكدا أنه على الشعب الكردي الاعتماد على نفسه في مواجهة التهديدات التركية بشكل رئيس، في حال تجرأت تركيا وقامت ببعض “الأعمال المتهورة” و أن التهديدات التركية بشن عملية عسكرية في مناطق شرقي الفرات هي “حرب نفسية” في الدرجة الأولى، تهدف إلى كسب بعض المناطق في أماكن أخرى .
فقد وثق بعض الناشطون بمدينة رأس العين أن هناك حركة نزوح لبعض الأهالي بسبب تمركز عناصر الوحدات الكردية في احياء المحطة والعبرة والخرابات في مدينة راس العين .
حيث قال مسلم عن نزوح الأهالي أن “إخلاء الشعب الكردي لبعض المناطق سيمكن تركيا من الانتصار في حربها النفسية، والتي هي أخطر من الحرب العسكرية”.
أما في الرقة فقد أكدت مصادر محلية من مدينة تل أبيض التي تقع شمال الرقة الموازية للحدود التركية أن ميليشيا الوحدات الكردية بدأت بإخلاء بعض مقراتها في محيط المدينة، تخوفاً من الاجتياح التركي حيث جاءت عمليات الإخلاء هذه عقب يوم من بدء الجيش التركي فتح ثغرات في الساتر الحدودي في أكثر من نقطة حدودية وقبالة مناطق رأس العين بريف الحسكة .
عدا عن أنباء عن إخلاء الأمريكيين لنقاط مراقبة في تل أبيض قرب البوابة الحدودية والنقطة المتمركز في كازية الشيخ عبود الواقعة قرب قرية بئر عاشق شرق تل أبيض بـ4 كم) وذلك باتجاه القاعدة الأمريكية في الجلبية جنوب عين العرب .
وفي السياق نفسة قال قائد ميليشيا “قسد” (مظلوم كوباني) في تصريح له امس الخميس لوكالة رويترز إن قواته سترد بقوة على أي هجوم تركى لكنها ستواصل الجهود الدبلوماسية لمنع أي هجوم ، وشددا على ضرورة أن تبذل الولايات المتحدة جهودا أكبر لمنع وقوع الهجوم التركي على المقاتلين الأكراد .
وأكد كوباني أنهم مستعدون لأي هجوم تركي، متوعدا برد قوي، كما نوه إلى أن هناك محاولات دبلوماسية مستمرة لردع هذا الهجوم.
أعداد : سمر العلي