الحكومة البلغارية تعلن عزل ألف مهاجر معظمهم أفغان سينقلون إلى ثكنات مهجورة ومقطورات متحركة بعيدا عن البلدات تمهيدا لطردهم نهائيا.
صوفيا – توعّد رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف الجمعة بترحيل لاجئين على خلفية صدامات وقعت الخميس مع الشرطة في مخيم هارمانلي جنوبي البلاد.
وقال بوريسوف في مؤتمر صحفي عقده قرب المخيم، إن “15 لاجئا (لم يحدد جنسياتهم) أدينوا بتخريب ممتلكات عامة من بين 400 لاجئ، أغلبهم من أفغانستان تم إيقافهم الخميس ولا تزال التحقيقات جارية حول الحادث”.
وبحسب روايته فإن قسما من المهاجرين تعرض للضرب من قسم آخر لدفعهم للمشاركة في الشغب. واتهم 18 من 400 مهاجر أوقفوا بالتخريب، بحسب النيابة المحلية.
كما أعلن عن إصابة أكثر من 20 شرطيا بالإضافة إلى لاجئين اثنين (لم يحدد جنسياتهم)، معربا عن قلقه من الحادث الذي وصفه بـ”الخطر على الأمن القومي”.
وفي وقت سابق الجمعة، ألغى بوريسوف زيارة كانت مقررة إلى المجر ودعا إلى اجتماع طارئ لقادة الأجهزة الأمنية.
وقالت الحكومة البلغارية الجمعة انه سيتم اجلاء نحو ألف مهاجر معظمهم من الافغان، و”عزلهم” عن مخيم هارمنلي قرب الحدود مع تركيا، وذلك بعد مناوشات الليلة الماضية مع قوات الأمن أوقعت 49 جريحا.
وصرح رئيس الوزراء المنتهية ولايته في هرمانلي (جنوب شرق) حيث يقع أكبر مخيم مهاجرين في البلاد “بحلول الخميس، ستكون كل التجهيزات قد أعدت لتتيح لنا عزل من ينتهكون القواعد قرب الحدود”.
وأوضح بوريسوف أن ألفا من المهاجرين معظمهم من الأفغان، تعتبرهم السلطات متورطين في المناوشات، سينقلون إلى ثكنات مهجورة ومقطورات متحركة أقيمت “قرب الحدود وبعيدا عن البلدات. وسيتم طردهم حالما يكون ذلك ممكنا”.
وأضاف بعد اجتماعه بسكان البلدة الذين طالبوا بغلق المخيم، إن مخيم هارمنلي لن يؤوي بداية من العام القادم إلا عائلات سورية.
وحدد رئيس الوزراء البلغاري أفغانيا طرد من المانيا بعد فترة أمضاها في السجن باعتباره “المنظم الأول للاضطرابات”، مضيفا “تم توقيفه وسيطرد على الفور”.
وتشير تقديرات رسمية الى وجود نحو 13 الف مهاجر نصفهم من الافغان، عالقين في بلغاريا بسبب تعزيز المراقبة على الحدود باتجاه باقي اوروبا.
وكان المهاجرون يحتجون على تدبير اتخذ قبل ثلاثة أيام يقضي بملازمة المخيم للحؤول دون امتداد وباء الجرب بينما لن تبدأ الفحوص الطبية إلا الاثنين.
وقالت نينا نيكولوفا المتحدثة باسم الشرطة، إن الوضع كان “مستتبا” عند الظهر و”بدأت مفاوضات بين المهاجرين الغاضبين والوكالة الوطنية للاجئين”.
إلا أن التوتر ارتفع في المساء، بعدما حاول عدد كبير من المهاجرين الخروج من المخيم، كما قالت الشرطة.
وتأتي هذه الحوادث وسط أجواء من التوتر المتزايد في بلغاريا واليونان بعد تشديد عمليات المراقبة على الحدود التي تعرقل انتقال المهاجرين إلى غرب أوروبا.
وتفيد التقديرات الرسمية بأن حوالى 13 ألف مهاجر يشكل الأفغان القسم الأكبر منهم، عالقون في الوقت الراهن في بلغاريا. أما في اليونان، البلد الأول للدخول إلى الاتحاد الاوروبي من تركيا، فيبلغ عددهم عشرات الآلاف.
وتسببت الإشاعات التي تتحدث عن انتشار وباء في المخيم المذكور، بحالة هلع بين اللاجئين الذين حاولوا الخروج من المكان واصطدموا برجال الأمن.
إلاّ أن مديرة شؤون اللاجئين البلغارية بيتيا بارفانوفا نفت في بيان لها الخميس صحة تلك الإشاعات.
ويضم مخيم هارمانلي أكثر من 3 آلاف لاجئ، من بين 13 ألف هم مجموع اللاجئين الموجودين في بلغاريا، يحمل أغلبهم الجنسيات السورية والأفغانية والعراقية.