شباب بوســــــت موقع ثقافي و إخباري سوري
المعارضة الأيرانية…وأوجه الاختلاف مع المعارضة السورية .
عماد الحسين – شباب بوست
اجتاحت منذ ايام مظاهرات شعبية عارمة عمت مختلف المدن الأيرانية تطالب بتحسين أوضاع المعيشة للشعب ورفع (الغلاء) عنه ومطالبة الحكومة الأيرانية بالكف عن التدخل في الصراع الدائر بالعراق واليمن وسوريا واليمن والبحرين إلى أن وصلت الهتافات إلى النيل من رموز النظام الأيراني والمطالبة برحيلهم .
وخلال هذه الموجة من الأخبار المتلاحقة والسريعة على وسائل التواصل الاجتماعي ( فيسبوك وتويتر..) عن توسع الاحتجاجات والمظاهرات في ايران وجه بعض الناشطين السوريين نصائح للمعارضة الأيرانية منها على سبيل السخرية ( من باب الدعابة والنكتة ) ومنها الآخر على سبيل الإفادة والإستفادة من التجربة الثورية والسياسية التي مرت بها الثورة السورية على مدى سبع سنوات الماضية .
في حين لا يعلم هؤلاء ان المعارضة الأيرانية والمتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الأيرانية وجناحها العسكري (منظمة مجاهدي خلق ) تمتلك تنظيم منظم ودقيق بشكل عال جدا تم بناؤه منذ مايقارب سبعة وعشرين عاما حيث قام السيد مسعود رجوي بتأسيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في 21 تموز (يوليو) عام 1981 في طهران ثم نقل مقره المركزي إلى باريس.
السيد مسعود رجوي هو رئيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والمتحدث باسمه، وللمجلس أمانة وستة أمناء يهتمون بالشؤون الإدارية الخاصة بالمجلس. وقد انبثقت عن المجلس 25 لجنة تشكل الهيكلية الرئيسة للحكومة الإيرانية المؤقتة المستقبلية.
وفي اجتماعه الذي عقده يوم 28 آب (أغسطس) عام 1993 اختار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي رئيسة للجمهورية في إيران للفترة الانتقالية. والسيدة “رجوي” تمتلك من الرصيد السياسي والدبلوماسي والإعلامي ما يأهلها أن تقود المرحلة المقبلة على قدر عال من المسؤولية إذا حدث اي تغيير في بنية الحكم في ايران فهي كما يصفها الإعلام الأيراني المعارض تمثل رمزًا للوحدة الوطنية وضمانًا لتضامن وتلاحم المجتمع الإيراني الذي أصيب بأضرار ودمار وويلات عديدة على أيدي حكام إيران.
كما إن للمجلس الوطني خطاب سياسي موحد ضمن رؤية مستقبلية تضمن الحقوق لجميع افراد الشعب بمختلف مكوناته وأطيافه العرقية والدينية و إعادة بناء العلاقات مع دول الجوار دون التدخل بشؤونهم والعمل على كسب ود الجميع ، كما للمجلس أيضا مكاتب تمثيل في مختلف البلدان ومنها فرنسا وبريطانيا وأمريكا وكندا وألمانيا وهولندا وإيطاليا وسويسرا والنرويج والسويد والدنمارك ، كما ويعمل آلاف الإيرانيين في أوربا وأميركا الشمالية و كثير منهم أخصائيون وأساتذة تطوعوا لتقديم خدماتهم وتجاربهم وكفاءاتهم للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لتخطيط عمليات إعادة بناء إيران ضمن دراسات يقوم عليها المجلس تشمل الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ….إضافة للتمويل الذاتي الذي يعتمد عليه المجلس من شركات وقفية موجودة في كثير من الدول الأوربية جمعت ارصدتها من تبرعات الأفراد ورجال الأعمال المتواجدين في المجلس فهم ليسوا بحاجة لأي داعم يفرض عليهم الأجندة والرؤى التي تخالف أهدافهم ، اما الخطاب الإعلامي فهي تمتلك قناة ( رها) التي تبث من لندن على عدة أقمار صناعية وفيها برامج وأخبار سياسية متنوعة تخص فضح ممارسات النظام الأيراني ضد شعبه ، كما تمتلك عدة مواقع أنترنت وصحف الكترونية يتم النشر فيها بشكل مستمر عن الواقع الأيراني.
اما بالنسبة للمعارضة السورية فهناك فرق كبير بينها وبين المعارضة الأيرانية فهي حتى الآن لا تمتلك اي خطاب سياسي موحد ولا اي خبرة سياسية ودبلوماسية وكان هذا ظاهرا وجليا في مؤتمرات التفاوض التي عقدتها الأمم المتحدة في جنيف وآستانة مما جعلها ألعوبة بيد الدول الداعمة أضف إلى ذلك تهلهل قاعدتها الشعبية و إحداث فجوة كبيرة بينها وبين الثوار في الداخل السوري ، وتفتقر إلى الخطاب الإعلامي الموحد وإلى الشخصية القيادية الجامعة والضامنة مما احدث فشل بنيوي في مؤسسات الثورة وخلوها من التنظيم إلا ما ندر .
فالأولى لهؤلاء الناشطين ان يوجهوا النصح لمعارضتهم السياسية فالمعارضة الايرانية لا تحتاج لنصائحهم فهي تمتلك من المقومات والخبرات والكوادر يجعلها تقود بلد بأكمله فلا حاجة لخبراتكم .
