أجرت الباحثة الإسرائيلية “إليزابيث تسوركوف” استطلاع رأي للعلويين في سوريا شمل آراء صريحة ومتنوعة عن رأيهم في نظام الأسد وفي الثورة وبمستقبل الحكم.
وتضمن الاستطلاع الذي نشر في العدد الأخير من مجلة نيويورك بوك ريفيو، شهادات مباشرة، واستغرق عدة أشهر لإنجازه.
وتضمن أيضا حوارات تمت عبر الهاتف، حيث ينتمي العلويون إلى مجتمع مغلق يصنفون على أنهم موالون لنظام الأسد، حيث تجمعوا لدعمه في محاولة منهم لإبقائه في السلطة.
ويعيش المجتمع العلوي حالياً مرحلة تقييم نتائج الحـ.ـرب المدمـ.ـرة. نظرياً، يجدون أنفسهم في موقع المنتصر، إلا أن هذا النصر، إن صح التعبير، لم يكن بلا تكلفة باهظة، بحسب الباحثة.
واعتمد النظام عليهم في وحدات الجـ.ـيش والميليشيات التي أرسلها إلى الخـ.ـطوط الأمـ.ـامية، رغم نسبتهم القليلة في سوريا، ما تسبب بخـ.ـسائر كبيرة في صفوف شباب الطـ.ـائفة.
وفي الوقت نفسه، يسيطر العلويون على جـ.ـيش النظام الذي ارتكب فـ.ـظائع بحق السوريين، مما ربط العلويين مباشرة بهذه الفظـ.ـائع، خصوصاً ظهورهم في كثير من الأحيان أمام الكاميرات التي كانت تلتقط هذ الأفعال.
خسـ.ـائر غير مسبوقة
مع ذلك نفت لبنى، 52 عاماً، أن يكون العلويون هم المستفيدين وقالت “هنالك نسبة صغيرة فقط من العلويين الذين استفادوا من الحـ.ـرب. الغالبية العظمى، فقـ.ـراء وجيـ.ـاع”.
وأشارت إلى الضرر الذي لحق بالعلوين قائلة “تحمل المجتمع العلوي ألمـ.ـاً وموتـ.ـاً غير مسبوقين، ولم تعودي تسمعين حتى ضحكة الأطفال، هنالك أحياء بأكملها بدون شباب. الفـ.ـقر والألـ.ـم والجـ.ـوع في كل مكان”.
بدورها، نفت سميرة وهي طالبة جامعية تبلغ من العمر 25 عاماً، أن يكون العلويون شبـ.ـيحة من الأساس، وقالت “نحن لسـ.ـنا شبيحة، أو أثرياء” وأرادت بقولها إظهار التفاوت بين أعضاء الـ.ـطائفة أنفسهم وأشارت إلى أن المجتمع العلوي ما زال يعيش الفـ.ـقر.
ونظراً لانخراط شباب الطائفة بالقـ.ـتال لدعم بشار الأسد قـ.ـتل عدد كبير منهم وتعرض البقية لعـ.ـاهات مستديمة، وأدت العقـ.ـوبات المفروضة على النظام لازدياد حالة الفـ.ـقر التي يعيشونها، والتي ازدادت عما كانت عليه في 2011.
واعتمد حافظ الأسد على العلويين لضبط الجيش، حيث ينتمي 87% من ضباطه إلى الطائفة العلوية. ويسيطر العلويون على المخـ.ـابرات، والوحدات العسـ.ـكرية الخاصة، بما في ذلك قـ.ـوات النمر، والحرس الجمهوري، والفرقة الرابعة.
لا لحكم السنة
وذكرت الباحثة أن الفجوة بين السـ.ـنة والعلويين في سوريا اتسعت، حيث يرى العلويون أن السنة متطـ.ـرفون، ولذلك يدعمون حكم الأقلية في سوريا للحفاظ على الطابع العلماني للحكم.
من جانبه، قال سهيل، وهو مهندس “إذا كنا نخاف من السنة أو غيرهم بنسبة 10%، فإن النسبة الآن هي 90%”. ورفض أن يتسلم الحكم أي شخص سني قائلاً “إذا كان الشخص الذي سيتولى زمام الأمور سنياً، سيكون من المؤكد قد تأثر بالحركات السـ.ـنية المـ.ـتشددة”.
وأضاف “أود أن يكون المسؤول منفتح الذهن قدر الإمكان وأقل تأثراً بطـ.ـائفته” وأكد أن الحـ.ـرب “عززت الفكرة التي تقول إنه من الذكاء أن يقود الدولة شخص علوي، دوناً عن كل المكونات الأخرى في المجتمع”.
من جهته، قال ليث، وهو ضابط مخابرات “يمكن للأقلـ.ـيات السورية أن تعيش بدون النظام، ولكن فقط في دولهم الخاصة وليس في سوريا الموحدة.. نحن كعلويين آمنـ.ـون فقط في ظل النظام أو في دولة مستقلة”.
ويعتبر ليث واحدا من العديد من الأشخاص الذي قالوا صراحة إنهم مع الانفصـ.ـال وتكوين نظام فدرالي في حال سقوط نظام الأسد.
المصدر: أورينت نت