مؤيد اسكيف
أ
قدم شبان على اغتصاب وتعذيب وقتل المربية والآنسة سوزان ديركريكور من أهالي اليعقوبية شمال جسر الشغور غربي إدلب قبل أيام ، الضحية غير متزوجة وهي مدرسة لغة عربية تبلغ من العمر ٦١ عاما، وبحسب الطبابة الشرعية فقد تناوب الوحوش على اغتصابها لعدة ساعات قبل أن تلقى تعذيبا بالغ الهمجية من قبلهم وصل حد إطفاء السجائر على جسدها إلى أن فارقت الحياة، تم العثور على جثتها بعد نحو يومين من وقوع الجريمة في بستانها القريب الذي ذهبت إليه خلال تفقدها الاعتيادي له.
باعتباري من أبناء المنطقة فإني أحمل كل سلطات الأمر الواقع مسؤولية هذه الجريمة على رأسهم النظام وصولا إلى أصغر مسلح وناشط من أبناء المنطقة بما فيهم إعلام “السورة” و إعلام النظام .. جميعهم نفخوا وحرضوا وكرسوا خطاب الكراهية والعنصرية والقتل والحقد والجهل والاستضعاف والتنمر حتى وصل منتهاه .. الجريمة ليست عادية ولا يمكن رميها على شماعة الفلتان الأمني، الجريمة أبعادها خطيرة ومرتبطة بشكل وثيق بما يحدث في المنطقة من هجمة عالمية معقدة ومركبة و مسعورة على إدلب وسكانها وهويتهم، و وجدت طريقها للحدوث من خلال جاهزية الفاعلين النفسية لذلك.
من يناكف في هول أبعاد الجريمة والحق المشروع لسكان القرى الثلاث” اليعقوبية، القنية، الجديدة” في الأمن الاجتماعي والسلم الأهلي نقول له: خليك عم تلعب في المجال الحيوي الذي رسمه لك إعلام النظام وإعلام “السورة”.
إعلام الكراهية والتحريض. إنه استضعاف “خاص” لأهالي القرى الثلاث في حياتهم ، ورزقهممم وأمنهم وكراماتهم، وهو جزء مما يحدث من استضعاف عام لسكان المنطقة.
هذه الجريمة ليست فردية وإن بدا ذلك، وهي امتداد للجريمة الكبرى التي بدأها نظام الأسد وحلفائه وتبعهم فيها جزء كبير من خصومه، هذه الجريمة حدثت لتبرير جرائم مضت وللتذرع بجرائم أخرى قادمة..
الرحمة للمربية الفاضلة وعلى كل الضحايا أينما كانوا و الرحمة على قيمنا وتاريخنا في المنطقة وعلى ما تبقى فينا من ضمير ..