أعلنت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إنّ “إخراج إيران من سوريا لن يكون سهلاً”، موضّحةً أنّ “طهران تسعى لزرع نوعٍ من الدولة العميقة في سوريا، وتعمل على ترسيخ وجودها على الرغم من الغارات الإسرائيلية التي تستهدفها”.
ونوّهت الصحيفة في مقالٍ للكاتب الأمريكي “جوناثان سباير” يوم أمس الأربعاء، أنّ “سيطرة إسرائيل الاستخباراتية الواضحة في سوريا مثيرة للإعجاب، ولكنّها على الرغم من ذلك ومن براعة طيّاريها، فإنّ المشروع الإيراني في سوريا واسع وعميق ومتعدّدُ الأوجه”.
ووفقاً للمقال، فإنّ “إيران تسعى إلى دمج الهياكل الخاضعة لقيادتها مع نظام الأسد نفسه، والهدف كما هو الحال في لبنان والعراق إزالة أيّ حدود يمكن تحديدُها بين العنصر الذي تسيطر عليه طهران وهيكل السلطة المحلي، حيث أنّ إيران تنوي زرعَ نوعٍ من الدولة العميقة الخاضعة لسيطرتها ضمن آلية الدولة الحالية”.
وتتمثّل الجهود الإيرانية لتحقيق مساعي طهران وفق رأي الكاتب الأمريكي بعدّة عناصر وهي: “إنشاء ميليشيات محلية تمّ تجنيدها من بين السكان السوريين مثل (الرضا) و(الباقر) و(اللواء 313)، حيث يتم تجنيدُ هذه الميليشيات وتدريبُها من قبل الحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع حزب الله اللبناني داخل الأراضي الإيرانية”.
كما أشار الكاتب الأمريكي إلى أنّ إيران تسعى أيضاً إلى “إنشاء هيئات على غرار (الباسيج الإيراني) داخل قوات أمن النظام في سوريا، بالإضافة إلى إقامة طهران علاقات مباشرة وثيقة مع الفرقة الرابعة التي يقودها (ماهر الأسد)، الشقيق الأصغر لرأس النظام (بشار الأسد)”.
وذكرت الصحيفة أنّ “إيران تبذل أيضاً جهوداً لتشييع المواطنين السوريين السنة، وما يرافق ذلك من عمليات لاستيطان مواطنين شيعة من غير السوريين في أماكن تم تهجير مواطنيها السنة بفعل سنواتِ الحرب”.
ونقلت الصحيفة عن مصادرَ محليةٍ من داخل سوريا (لم تسمّها) قولها: إنّ “بشار الأسد يفضّل النفوذ الروسي على إيران، مدرِكاً أنّ موسكو تريدُ شريكاً لطيفاً وصغيراً، بينما طهران تريد دمية لا أكثر”.
ويرى الكاتب أنّه من المرجّح أن “تواصل إيران مشروعها الخاص بتفكيك سوريا”، ويبدو من المرجّح أيضاً أن “تواصل إسرائيل ضرباتِها الصارمة، ضد الأجهزة البعيدة لذلك المشروع، دون أن تلمسَ جوهرها”.