جدّدت قوات سورية الديمقراطية “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية مصادرة أملاك وعقارات بعض أهالي مدينة “منبج” في ريف حلب الشرقي، ممّن ينتمون لصفوف الثورة السورية والمقيمين خارج منبج.
وأنذرت قوات الأسايش الممثّلة لـ”قسد”عشرات الأهالي شفهياً يوم الخميس الفائت لإخلاء منازلهم ومحالهم التجارية ثمَّ الخروج من المدينة.
عضو مجلس محافظة حلب الحرة الأستاذ” منذر السلال” أحد المدنيين الذين أُبلغوا بمصادرة أملاك عائلته قال ” للأيام السورية”: إنَّ “قسد” قامت في الكثير من المناطق العربية مؤخراَ كمدينة منبج وريفها؛ بحملة استيلاء جديدة على بيوت وأملاك المدنيين المغتربين والثوار، وتعدّ هذه الحملة هي الحملة الثانية كون “قسد” صادرت الكثير من الممتلكات للمغتربين والثوار بعد سيطرتها على المدينة في شهر أغسطس/ أب من عام 2016؟
وأكّد السلال بأنه كان من الأشخاص المتضرّرين من هذه الحملة والحملات السابقة أيضاً، وقد أبلغت قوات الأسايش أقاربه القاطنين في منازل تعود ملكيتها لوالده يوم الخميس 26 أبريل/ نيسان، بضرورة إفراغها بأسرع وقت ممكن وتسليمها للإدارة الذاتية في منبج لِتوضع تحت تصرفهم، علماً بأنَّه لا يملك أي عقار تجاري باسمه، وتمّت مصادرة أملاك والده فقط لأنه يعمل في خدمة المناطق المحررة ضمن المجال المدني.
ورجّح السّلال أنَّ هذه القرارات هي سعي صريح وواضح للتَغيير الديمغرافي وطمس الهوية العربية في المدينة، وخاصةً بأنَّ هذه الممتلكات المصادرة سوف توضع تحت تصرف المقاتلين الذين أتوا من مدينة عفرين وعوائلهم، بدلاً عن عوائل الثوار من أهالي المدينة والمغتربين المتواجدين خارج الأراضي السورية
من جهته أكّد الناشط الإعلامي محمد المحيميد” للأيام السورية” أن العقارات التي تمّ مصادرتها فاقت 200 عقار منها ” منازل-مزارع-محال تجارية-معامل-أراضي زراعية”، مبيناً أنّ الأسباب الرئيسية لمصادرة العقارات هي؛ التغير الديموغرافي للمنطقة العربية وتحويل الأقلية الكوردية في المدينة إلى أكثرية.
وأضاف المحيميد: أغلب الموجودين ممّن بُلّغوا بالقرار وطُلبَ منهم الإخلاء والتوجُّه لأماكن أخرى مثل مناطق الجيش الحر هم من المسننين.
واستبعد المحيميد أن تكون هذه القرارات رداً على إسكان بعض أهالي الغوطة المهجرين في منطقة عفرين ذات الأغلبية الكوردية الّتي سيطر عليها الجيش الحر قبل فترة ضمن معركة” غصن الزيتون”، معلّلاً ذلك بأنَّ عملية مصادرة الممتلكات لعرب مدينة منبج جرت أكثر من مرة خلال السنوات السابقة.
ووجّه الأهالي الذين صودرت أملاكهم رسالة لمنظمات المجتمع المدني يطالبون فيها؛ الكف عن فتح الأبواب أمام هذه القوات اللاشرعية من أجل تغير ديمغرافية المنطقة، والضغط عليهم من أجل إعادة الممتلكات لأهلها الحقيقين، وأيضاً إعادة حُكم المدينة لأهالها العرب.
يذكر أنَّ مدينة منبج شهدت نفس هذه القرارات والمصادرات خلال الفترة التي خضعت فيها لحكم تنظيم “داعش” من نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 حتى أغسطس/ أب 2016، حيث قام التنظيم بمصادرة آلاف العقارات التي لا يتواجد أهلها في المدينة بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية وتسليمها لعناصرهم.