لماذا اغتالت ميليشيا “الوحدات الكردية” عراب صفقة الرقة؟

اغتالت الوحدات الكردية (عمر علوش) رئيس مجلس الرقة المدني ومسؤول العلاقات في ما تسمى “حركة المجتمع الديمقراطي” التابعة للحزب، في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي.
ويعرف عن علوش وهو من مدينة عين العرب، بأنه مهندس العلاقات بين الحزب وباقي الأطراف، وتفيد بعض المصادر بأن ثمة علاقة قوية تربطه بمخابرات النظام العسكرية، حيث لاتزال أسرته تعيش في دمشق.

عراب صفقة الرقة
ولعب علوش دورا بارزا في سيطرة الوحدات الكردية، على محافظة الرقة وبعض المدن والبلدات بريف حلب الشمالي الشرقي، فضلا عن تنسيق العلاقة مع قوات التحالف، كما أنه أشرف على تشكيل المجالس المدنية التابعة لهذه الميليشيا، في المناطق التي سيطرت عليها شمال سورية.
وترأس “علوش” المجلس المدني في الرقة بعد أن أعيدت هيكلته، وكان قد تشكل في شهر نيسان من العام الفائت في بلدة “عين عيسى” بريف الرقة.
مصادر كردية خاصة تحدثت لأورينت نت بأن “علوش كان يمثل الصندوق الأسود لحزب العمال الكردستاني، فيما يتعلق بالكثير من الاتفاقيات في مناطق ريف “عين العرب، وتل عرن وتل حاصل وتل أبيض”. وأكدت هذه المصادر أن علوش كان له دورا بارزا في إبرام الاتفاقيات بين مختلف الأطراف.

إعادة ترتيب الأوراق
وحول عملية الاغتيال قالت المصادر لأورينت نت “إن علوش هو أحد ضحايا إعادة ترتيب الأوراق الداخلية لحزب الاتحاد الديمقراطي، خصوصاً بعد عملية عفرين، وهو ليس الأول ولن يكون الأخير”.
وفي السياق؛ أشارت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها إلى أن “هناك ملفات يحاول الحزب إخفائها، كما أنه من غير المستبعد أن يكون متهماً من قبل الحزب بالتعامل مع جهات معادية لمصالحه”.
ولفتت إلى أن “حزب العمال الكردستاني، عادة يعمد في هكذا حالات إلى تصفية أعضائه، ومن ثم يقدمهم على أنهم شهداء للحزب، ويعمل على استثمار أسمائهم ضمن اللوائح الطويلة لـ “شهداء” الحزب من جهة، ومن جهة أخرى يحاول أن يظهر نفسه أمام الرأي العام الكُردي على أنّه متماسك وقوي، ولا يتجرأ أحد أن يشق عصا الطاعة”.

ما سبب الاغتيال؟
وقال الإعلامي “صهيب الحسكاوي” في حديث لأورينت نت إن هناك أكثر من سبب وراء اغتيال عمر علوش من قبل حزب العمال الكردستاني، وذراعه “ب ي د”، أولها أن “علوش” سعى في الفترة الأخيرة إلى تشكيل حزب يسمى “سوريا المستقبل” خارج سطوة “قنديل” والعمال الكردستاني، خاصة وأن ذراع الأخير “ب ي د” فشل في الحصول على الدعم الأمريكي في “عفرين”، وبات من الثابت تخليها عنه شرقي الفرات في أية لحظة.
وأضاف الحسكاوي “والسبب الآخر هو أن الحزب توجه في الآونة الأخيرة لتصفية أعضاء مجلس الرقة المدني، بهدف التغطية على سرقات كبيرة تخص إعادة إعمار كثير من المرافق والبنى التحتية في الرقة، بعد تدميرها، وصلت من عدة أطراف دولية”.
وأشار المتحدث إلى أن رئيس لجنة الإعمار في “مجلس الرقة المدني” إبراهيم الحسن قد تعرض لمحاولة اغتيال قبل مدة، حيث تشهد مناطق سيطرة الوحدات الكردية حالة من الفوضى المتعمدة، واستهداف بعض الشخصيات التي كان لها أدوارا في بعض الاتفاقيات التي أفضت لسيطرتها على المنطقة”.
وتجدر الإشارة إلى أن المحامي “إبراهيم السلامة” أبرز الوجوه التي لعبت دورا في التوصل لاتفاقية خروج تنظيم داعش من الرقة، وقبلها من الطبقة، اغتيل بذات الطريقة في منزله، حيث أن كل المؤشرات تتجه صوب حزب الاتحاد الديمقراطي، بأنه يقف وراء اغتيال “السلامة”، للتخلص من أحد الشهود على اتفاق التحالف والوحدات الكردية مع “داعش”.


اكتشاف المزيد من شباب بوســــــت

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

  • Related Posts

    دور النظام السوري وقسد في تحييد الأكراد عن الثورة السورية
    • مارس 23, 2025

    انطلقت الثورة السورية في مارس 2011 ضد نظام بشار الأسد، الذي رد بعنف شديد على الاحتجاجات السلمية. ومع تصاعد الأحداث، سعى النظام إلى إشعال الانقسامات الطائفية والإثنية بين مختلف مكونات…

    Continue reading
    تناقضات السياسة الأمريكية في سوريا: من التدخل إلى الفوضى الخلاقة
    • مارس 9, 2025

    لطالما كانت السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط موضع تساؤلات كثيرة بسبب التناقضات التي شابت مواقفها. إن التدخلات العسكرية والسياسية التي قادتها الولايات المتحدة في سوريا والعراق لم تكن في…

    Continue reading