روسيا تحاول إقناع ميليشيات “YPG” بتسليم “عفرين”
كشفت تقارير إعلامية روسية، نقلًا عن مصادر دبلوماسية، محاولة موسكو لإقناع ميليشيات “وحدات حماية الشعب” (YPG) بتسليم منطقة “عفرين” إلى النظام السوري، على خلفية انطلاق عملية “غصن الزيتون” التركية.
ويواصل الجيش التركي منذ 20 يناير/كانون الثاني الجاري، عملية “غصن الزيتون” التي تستهدف المواقع العسكرية للتنظيمات الإرهابية شمالي سوريا، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.
وقالت صحيفة “إزفيستيا” الروسية، في تقرير للكاتب “أندريه أونتيكوف”، إن عفرين يمكن أن تعود إلى السلطة السورية بوساطة روسية، وأن المفاوضات جارية بهذا الشأن، وفق وكالة “RT”.
وزعمت الصحيفة أن الميليشيات الكردية “تميل إلى وضع عفرين تحت سيطرة قوات الحكومة السورية”، وأن “مصدران في الدوائر الكردية” أبلغاها بذلك. كما أكد مصدر دبلوماسي روسي هذه المعلومات.
وكما أوضح مصدر في الدوائر الدبلوماسية الروسية، فإن الاتفاق النهائي لم يتم التوصل إليه بعد، إلا أن الحوار بشأن هذه المسألة لا يزال مستمرا.
وأشار المصدر إلى أن “موسكو تعمل كوسيط في هذه العملية، في محاولة لإقناع الأكراد بضرورة تسليم عفرين للسلطة السورية”.
وفي السياق، قال عضو ما يُسمى بـ”المؤتمر الوطني الكردستاني” فرحت باتييف: “عندما يتم التوصل إلى اتفاق حول وضع الأكراد في عفرين، فسيتم اتخاذ قرار نهائي حول الخطوات التالية”.
وكان المتحدث باسم “كردستان العراق” في موسكو، رودي عثمان، أعلن في 22 يناير الجاري أن روسيا عرضت نقل عفرين الى السلطات في دمشق إلا أن الأكراد رفضوا ذلك لأن السلطات السورية “تظلمهم”-على حد تعبيره- أما الآن، فهم مضطرون، على ما يبدو، للعثور على وسيلة للخروج من هذا الوضع.
وأشارت إلى “تجربة نشر الجيش الحكومي السوري في المناطق الكردية بدعم من موسكو بنجاح، خلال العملية التركية السابقة (درع الفرات) في شمال سوريا (أغسطس 2016 إلى مارس 2017)، حيث سلم الأكراد الأراضي، غربي مدينة منبج، للقوات الحكومية السورية.
وقد سمح ذلك بإنشاء ما يشبه المنطقة العازلة وأدى، خلال أقل من شهر، إلى إعلان أنقرة عن إتمام العملية بنجاح ووقف الأعمال القتالية، وفق الصحيفة.
وينتهي تقرير الصحيفة إلى أن “الأوضاع في عفرين يمكن أن تتطور بطريقة مشابهة”.
وفي الصدد، ينقل عن بوريس دولغوف، الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، قوله: “سيكون هذا السيناريو هو الأكثر ملاءمة… فنقل عفرين الى ولاية دمشق القضائية خيار وسط يساعد على الحد من التوترات في المنطقة”.
وأضاف أن ذلك “لن يؤدي إلى إنهاء فوري للعملية التركية. ولكن سيخلق شروطا لعملية التفاوض مع أنقرة. فالأتراك يريدون ضمانات بعدم ظهور كيان كردي على حدودهم”، حسب تعبيره.