“نحن مثلكم ونعيش في العالم نفسه”.. فتى سوري يفوز بجائزة دولية يطالب بمعاملة اللاجئين كأشخاص طبيعيين
ROBIN VAN LONKHUIJSEN via Getty Images
فاز فتى سوري في الـ16 من العمر، الإثنين 4 ديسمبر/كانون الأول 2017، بجائزة السلام الدولية للأطفال، فدعا بالمناسبة إلى أن ينظر العالم إلى مواطنيه من اللاجئين على أنهم قبل كل شيء “أشخاص طبيعيون”.
وقال الفتى محمد الجندي، لوكالة الصحافة الفرنسية، في لاهاي حيث تسلّم الجائزة: “لا نريد سوى أن يعطينا الناس فرصة لإثبات قدراتنا، وأن يعاملونا على أننا أشخاص طبيعيون”.
وتابع: “أؤكد لكم أننا أشخاص مثلكم ونعيش في العالم نفسه”.
وتخصَّص هذه الجائزة المهمة سنوياً منذ عام 2005، لفتيان قُصَّر أثبتوا جدارة بالالتزام بحقوق الأطفال.
وكان 25 مدنياً على الأقل قُتلوا الأحد 3 ديسمبر/كانون الأول 2017، وجرح عشرات آخرون في ضربات جوية استهدفت منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوقعت الحرب في سوريا أكثر من 340 ألف قتيل منذ اندلاعها في مارس/آذار 2011، كما تشرَّد نحو 10 ملايين سوري داخل البلاد وخارجها.
وبمساعدة عائلته، تمكَّن الفتى محمد الجندي من بناء مدرسة تتسع لنحو 200 طفل لاجئ بأحد المخيمات في لبنان، حيث كان يقوم بتدريس الأطفال الإنكليزية والرياضيات، وهوايته المفضلة التصوير.
وتلقى محمد جائزته من حاملة هذه الجائزة عام 2013، وجائزة نوبل لعام 2014، الناشطة الباكستانية ملالا يوسفزاي.
وعلَّقت ملالا على منح الجائزة للفتى السوري بالقول: “إن مستقبل سوريا بأيدي هؤلاء الأطفال، ومستقبلهم يبقى مرتبطاً بتعليمهم”، وفق بيان صادر عن مؤسسة كيدز رايتس التي تمنح هذه الجائزة.
وأضافت: “رغم كل ما عانوه، فإن محمد استطاع مع عائلته تمكين الكثير من الأطفال من الذهاب إلى المدرسة. أنا فخورة بتقديم الدعم لجهوده”.
من جهته، قال الفتى السوري الذي يعيش اليوم في السويد مع عائلته: “أقول للأشخاص الذين لا يريدون أن يكون اللاجئون هنا، إننا لم نرغب في المجيء، إلا أنها الحرب!”.
وتابع: “ابدأوا بالتعاطي معنا كأشخاص طبيعيين، وليس كلاجئين أو مهاجرين”.
وتبلغ قيمة جائزة السلام الدولية للأطفال 100 ألف يورو.