اسطنبول – أمين إلري
أفاد عبد الحميد تمو، عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ومسؤول العلاقات الخارجية في “تيار المستقبل” الكردي، أنّ ممارسات تنظيم “ب ي د” (الذراع المسلح لمنظمة بي كا كا الإرهابية في سوريا)، لا تختلف عن ممارسات تنظيم داعش الإرهابي، وأنّ “ب ي د” أصبح بمثابة “داعش الأكراد”.
وخلال حديثه لمراسل الأناضول، علّق تمو على استعراض “ب ي د”، قبل أيام، جثث عناصر في الجيش السوري الحر على متن شاحنة مكشوفة في مدينة عفرين بريف حلب، قائلاً: “العرب عندما يرون هذه المشاهد، لا يقولون بإنّ منظمة “ب ي د” تقف خلف هذه العملية، بل يقولون إنّ الأكراد هم من فعلوا هذه الفعلة الشنيعة، وقمنا بدورنا في تيار المستقبل الكردي بنشر بيان أوضحنا فيه أنّ الشعب الكردي بريء من ممارسات هذا التنظيم”.
وأوضح تمو أنّ استعراض الجثث، لا يندرج ضمن قوانين الحرب المعروفة، وأنّ ب ي د يسعى لتحقيق أهداف روسيا والنظام السوري، المتمثلة في إحداث حرب طائفية وعرقية بين الأكراد والعرب السنة، مشيراً أنّ هذه الحادثة ستخلف تداعيات خطيرة لدى الشعبين العربي والكردي.
ونوّه تمو إلى أنّ تنظيم “ب ي د” يتبع سياسة تهدف إلى إشعال حربين في نفس الوقت، احداها بين الأكراد أنفسهم، والأخرى بين الأكراد والعرب السنة، مبدياً في هذا الصدد تخوفه حيال تحقيق التنظيم أهدافه في حال استمر الوضع على ما هو عليه، ومفصحاً في الوقت ذاته أنّ “ب ي د” يتلقى الأوامر من قيادات منظمة “بي كا كا” الإرهابية القابعة في جبل قنديل شمالي العراق.
وعن الاشتباكات التي دارت بين عناصر “ب ي د” وقوات النظام السوري في مدينة القامشلي مؤخرا، أكّد تمو أنّ هذه الاشتباكات كانت مجرد لعبة، وأنّ الطرفين يحاولان تضليل الرأي العام، وإيهام العالم بأنّ التنظيم يستولي على الأراضي من خلال الاقتتال والاشتباك مع قوات النظام، وأنّ الأخيرة تضطر الى التنازل عن الأراضي التي تدور حولها الاشتباكات للتنظيم.
وأوضح تمو أنّ قوات “سوريا الديمقراطية” التي تشكلت بقيادة “ب ي د” تهدف إلى الاستيلاء على المناطق الواقعة بين مدينة حلب، والحدود التركية، لافتاً إلى قيام مقاتلات روسية وسورية، باستهداف تلك المناطق جواً، وقيام عناصر تلك القوات بشن هجوم بري ضدّ مقاتلي المعارضة المعتدلة.
وفيما يخص محادثات جنيف الرامية لحل الأزمة السورية، أشار تمو أنّ روسيا والنظام السوري، لم يرغبا في إيقاف الحرب الدائرة، وحاولا إعاقة فُرص التغيير السياسي، الأمر الذي أدّى إلى توقف محادثات جنيف، مبيناً في الوقت ذاته أنّ المعارضة طالبت خلال المحادثات إيقاف الحرب، وامتناع قوات النظام عن اعتداءاتها، إضافة إلى السماح بإيصال المساعدات الإنسانية، وعدم استهداف القائمين على إيصالها، إلّا أنّ المبعوث الأممي “ستيفان دي مستورا”، لم يف بوعوده في هذا الخصوص.
الأناضول