عراق ما بعد الاستفتاء!

عراق ما بعد الاستفتاء!

عراق ما بعد الاستفتاء!

مهند الكاطع – خاص شباب بوست

لا يزال العبادي يبدي موقفاً متعنتاً من جميع المقترحات والرسائل والتنازلات التي قدماتها ولا تزال تقدمها حكومة إقليم كردستان العراق، فمن جهة تريد حكومة إقليم كردستان العراق تفويت أي فرصة أو ذريعة على بغداد لمزيد من التصعيد، خاصة بعد أن أدرك الأكراد حجم الضربة التي تلقوها على مستوى الجبهة الكردية الداخلية الهشة، أو على مستوى الموقف الغربي الذي خذلهم في أول اختبار حقيقي، رغم أن الغرب وعلى رأسهم أمريكا برروا ذلك بأنهم حذروا الأكراد من مغبة الإقدام على خطوة كهذه في ظل معارضة داخلية وإقليمية ودولية.

 

تنازلات

لا يكاد يمرّ يوم إلا ويصدر فيه الأكراد بياناً أو تصريحاً رسمياً يقترحون من خلاله نقاط ثلاثية وخماسية وسباعية لحل الأزمة مع بغداد، هذا فضلاً عن التنازلات المرّة، من استعداد لتجميد الاستفتاء، وانسحاب من المناطق التي احتلتها البيشمركة سنة 2014، ثم تخلي رئيس الإقليم مسعود البرزاني (المنتهية ولايته) عن السلطة، ورسائل مباشرة وغير مباشرة لبغداد للوصول لحل وفتح حوار مباشر معها. فحجم الخسائر التي تلقاها الإقليم تنذر بكارثة حقيقية، في ظل تقارب عراقي- تركي – إيراني، وإغلاق تام للمعابر الجوية الدولية العراقية، وإغلاق شبه تام للمنافق الحدودية الإقليمية التي تصل إقليم كردستان بكل من إيران وتركيا وسورية.

الاستفتاء في ميزان الربح والخسارة

شكل إصرار إقليم كردستان العراق على القيام باستفتاء يتضمن المناطق المتنازع عليها مع المركز والتي تم تهجير معظم أهلها معضلة بالغة التعقيد، مع اعتراض شديد من قبل تركيا وإيران. ويمكن تلخيص نقاط الربح والخسارة بما يلي:

الربح
1- اجراء الاستفتاء ساهم تدويل المسألة الكردية، واهتمام الإعلام الإقليمي والمحلي بشكل غير مسبوق بها.
2- ساهمت خطوة الاستفتاء بتعزيز العلاقات الكردية على المستوى الاقليمي عبر تعاطف جميع الاكراد مع عملية الاستفتاء.
3- كثف الاعلان عن نية الاستفتاء بمحادثات واتصالات دولية على اعلى مستوى مع الاقليم، وكانت هذه فرصة لتعزيز تلك العلاقات.

الخسارة:
1- خسر الاقليم الدعم الذي كان مقدم من المركز
2- خسر الاقليم المناطق المتنازع عليها التي سيطر عليها سنة 2014 وخسر جميع حقول النفط في تلك المناطق.
3- خسر الإقليم فرصة التواصل مع العالم الخارجي عبر الموانئ الجوية.
4- خسر الاقليم اهم علاقاته مع تركيا التي كانت بوابته للعالم الخارجي.
5- الاحداث التي اعقبت الانسحاب من كركوك خلقت شرخ بالصف الكردي من الصعب التنبؤ بمستقبل العلاقة الكردية- الكردية بعدها.
6- خسر إقليم كردستان اي تعاطف دولي في مواجهة بغداد التي حظيت بدعم الدول الاقليمية والدولية.
7- يواجه الاقليم خطر ازمة حصار في حال استمرت الازمة.
8- أجبر رئيس الاقليم على التخلي مرحلياً عن السلطة.
9- أصيب الجمهور الذي عول على دعاية الاقليم بنجاح خطوة الاستفتاء بخيبة أمل كبيرة أثرت في معنويات القوميين الأكراد في دول الجوار.
10- استمرار مسلسل التنازلات الكردي الذي يشير إلى مدى خطورة الوضع في إقليم كردستان.

خلاصة القول، يبدو أن الساسة الأكراد أخطأوا التقدير كثيراً هذه المرة، ولا يقل هذا الإخفاق السياسي والجيوسياسي لأكراد العراق عن الخسارات العسكري التي كادت أن تقضي على الحركة الكردية في أواسط السبعينات. لكن محاولة إقليم كردستان الحفاظ على ما تبقى بالحد الأدنى وإعادة البناء عليه ببطئ يدل على أن الأكراد يدركون تمامأً حجم الورطة التي أوقعتهم بها العواطف سوء التقديرات السياسية.

فهل ستدرك الأحزاب الكردية في سورية، بأن حجم ما يطلبونه في سورية يساوي 10 أضعاف طموح أكراد العراق أثناء الاستفتاء؟ وهل يدركون بأن الفرص الجغرافية والديموغرافية والسياسية أمامهم هي أقل بـ 100 ضعف مما يمتلكه أكراد العراق ؟ز

عن شباب بوست

انظر ايضا

من كان يستميت لفتح مدارس خاصة به اصبح اليوم يغلق مدارس غيره

الاحتقان مستمر و انباء عن اجراءات تصعيدية من الطرفين غدا

محمد اليساري…. رأي في مسلسل قيد مجهول

الكاتب و السيناريست محمد اليساري محمد اليساري لن يختلف اثنان تابعا هذا المسلسل في الأيام …

اتجاه معاكس في زمن التظليل الإعلامي

علي محمدوف – خاص ترك برس كانت حلقة هذا الأسبوع في برنامج الاتجاه المعاكس الذي …

إضاءة.. ناحية اليعربية ( تل كوجك/كوجر)

مهند الكاطع اليعربية ناحية في الجزيرة العليا، تتبع منطقة المالكية، محافظة الحسكة، وتقع على الحدود …