[arabic-font]
من محافظة الجزيرة إلى الحسكة .. مراحل التأسيس
[/arabic-font]
[arabic-font]لم تترك الحملات المغوليّة التي عانت منها منطقة الجزيرة وعموم وادي الرافدين أثراً من آثار الاستقرار الزراعي الذي يشكل عمود الحياة الحضريّة، فقد تم تدمير السواقي وحرق وهدم القرى، وعاشت المنطقة عقوداً من الدمار والخراب، حتى عادت العديد من العشائر المتحضرة في بلدات ومدن الجزيرة في ديار ربيعة ومضر أو ديار بكرإلى بداوتها، وبقيت المدن التي كان لها شأن كالموصل وحرّان والرها وماردين ورأس العين والرقة خاوية على عروشها باستثناء بعض المظاهر الخجولة للحياة. وكانت بلدة الخاتونية التي مرة بها اوستن هنري قبل 170 عام شاهداً على هذه الحياة، فقد بُني فيها مسجد وحمام وخان وبيوت معرمرة قطنتها عشيرة الخواتنة قبل أن ينتشر ابناءها باتجاهات مختلفة للنزاع الداخلي الذي ألم بهم. وشهدت ضفاف الخابور ذلك النهر العظيم الذي يسميه الرومان الأغريق ( هابور) زراعات لمساحات بسيطة منذ النصف الاول للقرن التاسع عشر، فضلاً عن ان معظم الأراضي الأميرية العثمانية على ضفاف الخابور وزعت سنة 1881م على عشائر الخابور من جبور وشرابيين وبقارة ومعامرة، وسجلت لهم بموجب سندات خاقانية قيمة الواحد منها قرش واحد، وكله لتشجيع الزراعة بعد المجاعات التي عانت منها الدولة آنذاك.[/arabic-font] [arabic-font]يمكن وصف الحالة العامة للجزيرة قبيل الاحتلال الفرنسي والبريطاني لكل من سورية والعراق بأنها لم تكن فعلياً سوى مراعي للقبائل الرحل وأنصاف الرحل، ولا تسمع فيها إلا لثغاء أغنامهم ورغاء جمالهم على حد تعبير وصفي زكريا. إلا أن المعاهدات التي انتجتها اتفاقيات ومصالح الدول الانتدابية وتركيا الحديثة قيدت من حركة القبائل ودفعتها إلى الاستقرار، واستثمار الأراضي الزراعية بوصفها جزء من مستوطنات الأمة الفرنسية، والذي انتج بالنهاية ثورة زراعية قلبت الجزيرة رأساً على عقب.[/arabic-font]
[arabic-font]احتلت الجيوش الفرنسية منطقة الجزيرة وتمركزت منذ عام 1923م في الحسكة، وفي سنة 1926م تحركت القوات الفرنسية إلى المنطقة المقابلة لنصيبين وتمركزت فوق تل يسمى (ظهر خزنة) بُنيت عليه الثكنة الفرنسية لاحقاً التي شكلت نواة مدينة القامشلي فيما بعد، ولم يكن قبل ذلك في القامشلي إلى طاحونة ماء ومزرعة يملكها قدور بك المُحلّمي الذي كان قائمقام بلدة نصيبين قبل ان ينتقل ويستقر في القامشلي،[/arabic-font] [arabic-font]يروي بيير معمار باشي أحد أبرز مزارعي الجزيرة في تلك الحقبة، في محاضرة تحدث فيها عن نهضة الجزيرة العمرانية والاقتصادية، حيث ذكر أنه مع وصول الفرنسيين إلى تلك البقعة، بدأ التجار والمتعهدين بالتوافد عليها من دمشق وحلب ودير الزور ومن جميع المناطق، وطالبوا الحكومة بمنحهم أراضي لبناء دور وحوانيت لهم، ففعلت الحكومة وباعتهم أراضي مقابل 5 قروش للمتر الواحد، فقاموا بتشييد بيوت وحوانيت عليها من اللبن والتراب، وكان التجار يتعاطون التجارة سواء مع الجيش الفرنسي أو مع العشائر العربية الضاربة هناك كشمر وطيء والجوالة وغيرها من العشائر .[/arabic-font]
[arabic-font]مرسوم إحداث لواء منطقة الجزيرة[/arabic-font]
[arabic-font]أصدر تاج الدين الحسيني رئيس مجلس الوزراء السوري و وزير داخليته محمد الالوشي القرار رقم 1618 في 9 أيلول سنة 1930م جاء فيه : “إحداث لواء منطقة الجزيرة من ثلاثة اقضية هي قضاء القامشلية وتتبع له عامودا والقرمانية وبوارا ، وقضاء الحسكة وتتبع له ناحيتان هما رأس العين والشدادة ، وقضاء دجلة ومركزه في عين ديوار وتتبع لها ناحيتا المصطفاوية وديرون آغا”[/arabic-font][arabic-font]النهضة الزراعية[/arabic-font]
[arabic-font]وحول النهضة الزراعية، يقدم معمار باشي أحد أكبر المزراعين في الجزيرة من أولئك الذين استفادوا من النفوذ الفرنسي، الحقائق التالية حول تطور الزراعة في الجزيرة، ويمكن من تقاطع المصادر تثبيت النقاط التالية في هذا السياق :[/arabic-font]-
- [arabic-font]
-
- في اوائل الثلاثينات من القرن المنصرم لم يتجاوز انتاج الجزيرة (محافظة الحسكة الحالية) 5 آلاف طن من الحبوب ( قمح شعير في العام) وكانوا يضطرون لاستيراد الشعير إما من سنجار في الجنوب أو من جرابلس في الغرب.
- وصل الانتاج سنة 1952م من الحبوب إلى نصف مليون طن من القمح والشعير، و نحو 5 آلاف طن من الأرز، وكميات لا يستهان فيها من السمسم والأرز .
- كان عدد الحصادات في الجزيرة سنة 1952م يقدر نحو 600 حصادة، تعمل ليلاً نهاراً، تحتاج هذه الحصادات آنذاك لنحو 75 يوم لحصاد الموسم.
- وصل عدد الجررات الزراعية إلى نحو 800 جرار في الجزيرة، في حين لم يكن فيها نهاية العشرينات جرار واحد.
- كانت الجزيرة بيئة جاذبة للمزارعين ، وكان أقل مزراع يبذر نحو 500 هكتار، وبعضهم يصل لعشرات الآلاف من الهكتارات.
-
[arabic-font]زراعة القطن[/arabic-font]
[arabic-font]
نشرت المجلات الفرنسية التي اختصت بالأخبار الزراعية في المستوطنات التي تستعمرها فرنسا، ومما جاء فيها حول الجزيرة والفرات التالي:
[/arabic-font] [arabic-font]-
-
- سنة ١٩٣٥م وزعت بذور القطن في المحافظات السورية فكان نصيب الجزيرة ( قضاء القامشلي و منطقة الخابور والحسچة والألوية التابعة له ٣٥٠٠ كغ من البذور.
- سنة ١٩٣٥م بدأت تجربة زراعة القطن في عين عيسى ( الفرات) حيث تم زراعة اكثر من ١٠ هكتارات مروية، أنتجت ٤٠٠٠ كغ من الطن الامريكي الذي يفوق سعره بسبعة أضعاف القطن المحلي.
- سنة ١٩٣٦م بلغت المساحات المزروعة من القطن في محافظة الجزيرة ٧٩ هكتار ( منها ٢٠ هكتار في الحسچة “الحسكة” و ٥٩ هكتار في القامشلية (القامشلي لاحقاً)
- سنة ١٩٤٨ م شهدت موسماً ناجحاً للقطن على الخابور
- سنة ١٩٥١م شهدت اول خسارة للفلاحين بسبب ظهور دودة القطن.
-
[arabic-font]
مرسوم تسمية محافظة الجزيرة بالحسكة
[/arabic-font]
[arabic-font]
في 22 كانون الاول سنة 1952م اصدر الزعيم فوزي سلو المرسوم التشريعي ذي الرقم (179) الذي جاء فيه:
بناء على الامر العسكري رقم 2 المؤرخ في 3/12/1951
وبناء على المرسوم التشريعي رقم 257 المؤرخ في 8/6/1952 المتضمن تنظيم السلطات العامة.
وبناء على قرار مجلس الوزراء رقم 510 تاريخ 9/12/1952 يرسم مايلي:
[/arabic-font]
مادة 1: خلافاً للمادة الأولى من القرار 5/ل.ر الصادر بتاريخ 10/1/1936 المتضمن ادارة المحافظات، تسمى المحافظات التالية بالأسماء التالية:
الاسم القديم | الاسم الجديد | المركز |
محافظة حوران | محافظة درعا | ومركزها درعا |
محافظة الفرات | محافظة دير الزور | ومركزها دير الزور |
محافظة الجزيرة | محافظة الحسكة | ومركزها الحسكة |
خلافاً لما ورد في الجدول رقم 1 الملحق في القرار 5/ل.ر والمؤرخ في 10/1/1936 تسمى الأقضية التالية بالأسماء التالية:
الاسم القديم | الاسم الجديد | المركز |
قضاء جبل الاكراد | قضاء عفرين ( محافظة حلب) | عفرين |
قضاء وادي العجم | قضاء قطنا ( محافظة دمشق) | قطنا |
قضاء الجولان | قضاء القنيطرة(محافظة دمشق) | القنيطرة |
قضاء القلمون | قضاء النبك( محافظة دمشق) | النبك |