حقق فيلم سويسري قصير، لعب دور البطولة فيه الممثل السوري البارز جهاد عبدو، إحدى جوائز الأوسكار المخصصة للطلاب، التي أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة عن نتائج دورتها الرابعة والأربعين، منتصف شهر سبتمبر/أيلول الماضي.
وأحرز 17 عملاً فنياً الجوائز من بين 1587 عملاً أنتجتها الجامعات والكليات الأميركية والعالمية، ودخلت المنافسة. وأشارت الأكاديمية إلى أن الفائزين هذا العام 2017، سينضمون إلى فائزين سابقين، من قبيل بيته دوكتر وجون لاستر وروبرت زيميكس (كاتب ومخرج فيلم فورست غامب)، الذين ربحوا أيضاً الجوائز الرئيسية التي توزعها الأكاديمية كل عام.
وفاز الفيلم الذي عنون بـ”Facing Mecca (الاتجاه لمكة- عالقبلة)” بأحد جوائز أوسكار الطلاب عن فئة الأفلام الروائية التي أنتجتها مدارس الأفلام الدولية.
الفيلم من إخراج المخرج جان- إيريك ماك، الذي قال لتلفزيون “إس إر أف“ السويسري العام، إنه عندما وصله اتصال في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، وطُرح عليه سؤال فيما إذا كان يستطيع القدوم إلى لوس أنجليس، في شهر أكتوبر/تشرين الأول، لحضور حفل توزيع جوائز الطلاب، صرخ بعدها من الشرفة، فرحاً. إذ تعد الجائزة الأرفع بالنسبة لطلاب المدارس والجامعات الفنية، وتؤهل العمل للترشح لجوائز الأوسكار الرئيسية التي توزع سنوياً أمام ملايين المشاهدين.
وكان “ماك” قد أنهى دراسة الماجستير في الإخراج هذا العام في الجامعة الفنية في زيوريخ بهذا الفيلم، الذي لن يُعرف أي جائزة قد حصل عليها (الفضية أم الذهبية أم البرونزية) إلا عند توزيع الجوائز في مسرح صمويل غولدوين في بيفرلي هيلز، بمقر الأكاديمية في ولاية كاليفورنيا، في الثاني عشر من شهر أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
ويروي الفيلم قصة لاجئ سوري تتوفى زوجته المريضة بالسرطان في بلد اللجوء سويسرا، ويتوجب عليه مواجهة العراقيل البيروقراطية وضيق أفق بعض الموظفين، لدفنها على الطريقة الإسلامية، لتكون متجهة لمكة. وكي يتغلب على هذه المصاعب يقف رجل سويسري متقاعد إلى جانبه، ويبدي تفهماً لرغبته، التفهم الذي يقول التلفزيون المذكور، إن مخرج العمل لا يجده في الكثير من النقاشات السياسية الدائرة حول التعامل مع الأناس القادمين من ثقافات أخرى. ويقول “ماك” إن هناك حاجة للتعاطف، والإصغاء إلى بعضنا البعض، لأجل حل المشكلات.
ويستند الفيلم إلى قصة حقيقية كانت مجرياتها مقاربة لأحداث فيلم “الاتجاه لمكة”، إذ قام المخرج “ماك” والكاتبة المشاركة في كتابة السيناريو آنا شينز، بالإصغاء لما حدث، وشكلت الحوارات مع أطراف القصة الحقيقية التي دامت 13 ساعة أساساً للفيلم.
وتقول قناة “إس إر إف” إن المخرج يأمل من خلال الفيلم في المساهمة في المزيد من التفهم لأزمات كهذه. وأشارت إلى أن الفيلم أصبح مؤهلاً للترشح لجوائز الأوسكار الرئيسية بعد فوزه بجائزتين في مهرجان بالم سبرينغس للأفلام القصيرة في الصيف الماضي.
وقال الممثل السوري لهاف بوست عربي، إنه اعتقد أن العمل سيكون جيداً قياساً على النص الذي قرأه، لكنه لم يتوقع هذا النجاح للعمل، مشيراً إلى أن ما أثار حماسه للمشاركة فيه هي القصة الحقيقة المتعلقة باللاجئين.
وتوقع الفنان أن يترشح الفيلم لجوائز الأوسكار الرئيسية أيضاً، مستشهداً بالأراء الإيجابية التي سمعها من أعضاء في الأكاديمية.
وأشار في حديثه مع هاف بوست عربي إلى الدور الذي يلعبه الفنانون والسينما، كشأن القائمين على هذا الفيلم، حيال اليمين المتطرف الذي يحاول اللعب على وتر التخويف من اللاجئين، والمخاطر المزعومة التي يشكلها على حياتهم وعملهم، والاختلافات الثقافية والدينية والسياسية بين الجانبين.
وبين أن الفنانين السويسريين المشتركين في هذا الفيلم، يعتبرون قضية اللاجئين قضيتهم، لإيمانهم بحقوق الإنسان، وبقضية الإنسان أياً كان موطنه من ناحية، كما أنهم يتصدون للـ”العقلية الخائفة”، التي يعتمد عليها اليمين المتطرف في التخويف من اللاجئين.
وكان فيلم سويسري آخر عن الهجرة يدعى “Parvaneh” فاز منذ 3 أعوام بأوسكار الطلاب، قبل أن يترشح لجائزة الأوسكار الرئيسية في العام 2015، لكن لم يفز بها.