مهند الكاطع
القچق والجندرمة
في التسعينات، كان (سوق الأتراك) في #القامشلي على الرغم من انقطاع العلاقة الرسمية بين البلدين، يغصُّ بالبضائع التركية البسيطة من بطانيات وطناجر بخار وأدوات الحلاقة ولبان البطم والقرفة (الدارسين) والتتن التركي الفاخر، تباع كلها على بسطات، وكلها بضاعة قجق، يدخلها القجقجي الى سورية، ويعود الى السوق التركي ببضائع اخرى أهمها الشاي، #القجق لفظة اصلها تركي، تعني التهريب او المرور بطريقة غير مشروعة ، يقال: ( فلان عبر الحدود قجق) اي تهريب بدون المرور على البوابة النظامية. وعلى الرغم من ان الكلمة مرتبطة غالباً بالنفع التجاري، إلا انه يمكن تعميمها على عبور الأفراد العاديين.
من مهام الهجّانة ( حرس الحدود) ومن يقابلهم من الجندرمة التركية حماية حدود البلاد، وتنفيذ التعليمات القاضية بأدائهم مهام هذه الحماية، سواء اعتقال من يخرق الحدود، او إيقاف من يتعدى الحدود والطلب منه التوقف وإنذاره قبل اي اطلاق نار.
لكن أن تستخدم الجندرمة الركل والرفس والضرب والاهانة والشتائم كتلك التي شاهدناها بمقطع فيديو ضدّ سوريين حاولوا عبور الحدود بطريقة القجق، فهذا يتخطى الواجب ويتعداه إلى ممارسة العنصرية والاجرام .
من يدعي تمثيله للشعب السوري يجب عليه رفع مذكرة احتجاج رسمية للحكومة التركيَّة يطالبها بمحاسبة المعتدين، حتى وان أعلنت السلطات بأنها قامت بإجراء ذلك لكن تسجيل موقف ضروري من قبل المعتدى عليهم.
بالمقابل لا يجب ان ننسى بأن هناك من يحاول توظيف واستغلال اي انتهاك من اي عنصر تركي من الدائرة العسكرية او حتى المدنية،
ليستخدمه للتجييش ضد الأتراك حكومةً وشعباً، علماً ان للاتراك أيادي بيضاء اتجاه الشعب السوري لا ينكرها إلا جاحد. ولا يعني هذا بالضرورة اننا نتفق مع كل السياسات التركية اتجاه مصالحنا الوطنية.
والقچق الذي بات يشمل اليوم البشر، فهناك بعض القجقجية العرب من بلدة تل أبيض يعملون بتهريب العوائل السورية إلى تركية لصالح العمال الكردستاني في سورية وتحت أشرافهم ولقاء مبالغ متفق عليها ومعروفة، و إحدى الشروط التي يتم فرضها اثناء التهريب هو إدخال عنصر من pkk مع العائلة كفرد منها، لكن مهمته هو تهريب متفجرات، استطاعت الجهات التركية التقاط بعضهم.
ورغم هذا نكرر ان كل هذا لا يبرر الاعتداء بشكل وحشي وعنصري على المدنيين السوريين على الحدود من قبل بعض الجندرمة!