كتب الفنان السوري فارس الحلو على صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك:
#عرسال اختلّ توازن بائع الماء الموقوف من شدة الإعياء وأوجاع الضرب الذي تعرّض له مع 380 من اللاجئين الموقوفين، وراح الدمّ ينزف من أذنه.
استغاث زميله بالعسكري الواقف عند باب الغرفةٍ ذات الثلاثين متراً مربّعاً، وقد حشر فيها نحو مئة موقوف مقيّدين بأصفاد بلاستيكية ورؤوسهم مطأطأة.
ردّ العسكري: “بدّي إلعن أبوك وأبوه. عاملّي دكتور هون؟ ما تروح تعمل كلب عند بشّار، شو جابك لعندي لهون؟ بدّكن حريّة يا ولاد الكلب وأشكالكن هيّ اللي بدّها تسقّط بشّار الأسد؟”.. وأخذ يضرب جميع من بالغرفة بالهراوة بمن فيهم “توفيق” بائع الماء المريض والشابّ الذي استغاث بالعسكري من أجله، فهشّمت ضربات الهراوة جمجمة “توفيق”. وساءت حالته فتمّ سحبه إلى مكان مجهول.
بعد أكثر من أسبوعٍ على الحادثة، تمّ استدعاء شقيقة “توفيق محمد الغاوي” إلى مستشفى زحلة الحكومي، حيث قيل لها أنه أنهى علاجه وتمّ تخلية سبيله وعليها ان ترافقه.
وقبل أن يسمح لها بلقائه، جعلوها توقّع مع صهرها إفادةً بأنهما استلماه حيّاً. ثم سمحوا لها برؤيته من خلال زجاج غرفة العناية الفائقة.
سألتهم بذهول: كيف سيخرج بهذه الحالة؟! فطمأنوها أنه لا يزال بعض “الأمور القضائية” يتعيّن إنجازها قبل خروجه.
– “ليش أخي شو عامل؟ أخي بيّاع ماء!”.
– “أخوك حاول يفجّر نفسه بالضباط. أخوكِ انتحاري”.
– “أخي درويش، الكلّ بيعرفه بيّاع ماء”.
– “يللا يللا خِلصِت الشوفة”.
عند مغادرتها، رآها الطبيب المعالج واجتمع بها في خلوةٍ سريعة قائلاً لها:
“شقيقك تعرّض لضرب عنيف على الرأس والبطن تسبّب له بنزيف داخلي وتوقّف كليتيه عن العمل، وأنه في غيبوبة وهو بحاجة لجرّاح في الأعصاب الدماغية، وأكّد أنه لا بدّ من نقله فوراً إلى أيّ مشفى آخر من أجل إنقاذه.
اليوم .. توفي توفيق .. وسيدفن بصمت بعيداً عن “القنوات الاعلامية اللبنانية الساقطة.
#كلاب_خامنئي