قالت وزارة الداخلية في بايرن إن عناصر اليمين المتطرف في الولاية يقومون بإجراء اتصالات أكثر فأكثر مع من يشاطرونهم الأفكار في الخارج، ليس بأوروبا فقط؛ بل في دول بالشرق الأوسط، كسوريا ولبنان.
وجاء هذا في ردٍّ للوزارة على طلب إحاطة من كتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في الولاية، الذي قدمته بعد تحقيق صحفي لشبكة “بايريشر روند فونك -BR” العامة.
ووفقاً للوزارة، يقيم النازيون الجدد في الولاية اتصالات على نحو خاص مع شرق أوروبا، وأيضاً مع سوريا.
واعتبر فلوريان ريتر، الخبير في الحزب الاشتراكي الديمقراطي لشؤون اليمين المتطرف، في ذلك تطوراً مثيراً للقلق، متحدثاً عن خطر تصاعد التطرف.
وأكدت الوزارة تواصل النازيين الجدد مع نظام الأسد في سوريا، مشيرة إلى سفر ناشط من إحدى قواعد دعم حزب “دير دريته فيغ -الطريق الثالث” في ميونيخ، وهو حزب للنازيين الجدد، مع مرافقين من بلجيكا وبولندا مطلع شهر مايو/أيار عام 2016 لسوريا، وبينت أن المجموعة أجرت حوارات مع ممثلين لنظام الأسد وعسكريين تابعين له.
وأشارت إلى أن مسؤولاً آخر من ذلك الحزب سافر مطلع عام 2017 إلى لبنان والتقى مفوضين في الخارج من الحزب القومي الاجتماعي السوري، الموالي لنظام الأسد.
وكانت شبكة “بايرشر روند فونك” قد ذكرت منتصف الشهر الماضي أن النازيين الجدد في بافاريا يزيدون من اتصالاتهم بسوريا ولبنان، وأن ناشطاً من الحزب المذكور قال إنه كان في الشهور الماضية بسوريا ولبنان، بدعوة من “جبهة التضامن الأوروبي لأجل سوريا” اليمينية المتطرفة، حيث التقى هناك ممثلين عن نظام الأسد، بينهم وزير الإعلام.
و”جبهة التضامن الأوروبي لأجل سوريا”، هي شبكة داعمة لنظام الأسد مرتبطة مع “حركة كاسا باوند” اليمينية المتطرفة في إيطاليا.
ويرى الصحفي يان نوفاك، الذي يراقب منذ أعوام أوساط اليمين المتطرف، أن توسيع اليمين المتطرف اتصالاته بسوريا، مرتبط بمعاداة السامية، والتي تشكل عنصراً يربط الطرفين، ويبين أن “لدى النازيين الجدد تعاطفاً مع النظام السوري؛ لأنهم يرون أموراً أيديولوجية مشتركة”، مستشهداً بقول أحد مناصري حزب “الطريق الثالث”، في تقرير عن رحلة سفره لسوريا، إنه يتم القتال ضد الرأسمالية والصهيونية في سوريا، ولأجل الحرية والاشتراكية الخاصة بهم.
وقال نوفاك إن العوامل المركزية التي تربط بينهم هي كراهية الغرب وإسرائيل، وإنه في لبنان أيضاً يُعجبون بـ”المقاومة البطولية” لحزب الله ضد إسرائيل؛ نظراً إلى مشاعرهم المعادية للسامية.
واعتبر نوفاك أن محاولة أحزاب كـ”الطريق الثالث” إقامة اتصالات في الخارج، كلبنان، أمراً خطيراً، موضحاً أن ألمانياً من النازيين الجدد يلتقي هناك مع حزب يحلم بسوريا الكبرى وفناء إسرائيل ويقاتل بميليشيا مكونة من عدة آلاف رجل إلى جانب الأسد في الحرب السورية، داعياً إلى مراقبة الاتصالات مع مناطق كهذه والتشكيلات المسلحة على نحو أدق.
ومن ناحية أخرى، بيّنت الوزارة في ردها أن الكثير من نشطاء اليمين المتطرف وأعضاء حزب “الطريق الثالث” شاركوا في عام 2014 في مظاهرة لليمين المتطرف في التشيك.
وأشارت كتلة الحزب الأشتراكي الديمقراطي في الولاية إلى أنه بعد مسيرات للنازيين الجدد في كل من اليونان وهنغاريا، تم فتح تحقيق ضد 3 من المشاركين من مواطني الولاية، بتهم بينها إلحاق أذى بدني جسيم.
ويزور أنصار اليمين المتطرف، منذ أعوام، الفعاليات الكبيرة الموافقة لتوجهاتهم في البلدان الأوروبية، ولديهم ارتباط خاص مع هنغاريا.