تصريحات أنس العبدة من أربيل

مهند الكاطع

تصريحات أنس العبدة من أربيل
تداول بعض الناشطين تصريحات أنس العبدة الأخيرة اثناء الزيارة التي يقوم بها إلى أربيل، وكانت التعليقات على تصريحاته سلبية بالمجمل.
وتتلخص التصريحات التي تم التركيز عليها بنقطتين:
1- رفض رئيس الائتلاف ما اعتبره اقدام حزب الاتحاد الديمقراطي على احراق العلم الكردي واعتباره إهانة للشعب الكردي لا يمكن القبول بها.
2- تأكيد رئيس الائتلاف ترحيبه بالقوات الكردية التابعة للمجلس الوطني الكردي والتي تتلقى تدريباتها في شمال العراق واعتبارها جزء لا يتجزأ من الجيش الحر.

مناصري العمال الكردستاني: ابدوا امتعاضهم من التصريحات كثيراً، واعتبروها دعوة خبيثة تهدف لتأجيج الصراع الكردي الكردي. واعتبروها استثماراً في الخلافات الكردية.
جماعة المجلس الوطني الكردي: اعتبروها مزاودة كلامية ودعوا العبدة لتطبيق وثيقة التفاهم بين الائتلاف والمجلس الوطني الكردي، رغم ان معظم بنود الاتفاقية تضم بنود دستورية لا يمكن الحديث عنها قبل انتصار الثورة والبدأ بصياغة دستور جديد.
اطراف من المعارضة السورية: تحفظوا على دعوة العبدة وقالوا انها تشجيع لدخول ميليشيات لها غايات بعيدة عن اجندة الثورة السورية واهدافها.

أنا أرى أن الجميع بالغ في أخذ تصريحات العبدة على محمل الجد، فالائتلاف اليوم يعاني من ضغوط كبيرة، وكثير من القرارات في الجانب السوري تتم مناقشتها دون اي اشارة للائتلاف او اعلامه من بعيد او قريب، ويعاني من غياب شبه تام عن التحكم بالمسار العسكري لاي من الفصائل الفاعلة. ولم يستطع تحريك حجرة في سبيل إيقاف المجازر في حلب، ولا أن يكون فاعلاً في أي نشاط دولي يلفت النظر لما يحصل في حلب.
طبعاً كون الائتلاف نجح في ابقاء المجلس الوطني الكردي ضمن الائتلاف، فبالتالي وعلى المستوى الرسمي المجلس الوطني الكردي هو جزء من توجهات وسياسات الائتلاف، واي قوى تابعة له يجب ان تدخل ضمن قوى عسكري موحدة تتبع للائتلاف، طبعاً على اعتبار اننا نفترض وجود قوة فاعلة حقيقية للمجلس.

الملجس الوطني الكردي يتبع لاقليم كردستان ولا يمتلك قراره المستقل، والاقليم عين من قبله مسؤولاً عن الملف الكردي في سورية، ويتعامل الاقليم مع المسألة الكردية في سورية كحالة أقليم خاص اسمه (كردستان سورية) ويطمح الساسة في اقليم كردستان على ان تمكنهم الظروف الحالية في سورية والعراق من تحقيق خصوصية معينة لجزء من سورية والعراق لما يمكن ان يندرج تحت مشروع قومي كردي في المستقبل القريب. لذلك يرحبون باي تقارب مرحلي مع القوى الاخرى وفق ما يقربهم من تحقيق مصالحهم.

المطلوب من الائتلاف واي قوى معارضة سورية اخرى، ان يكون لها جملة من الثوابت الاستراتيجية، المبنية على دراية حقيقية في الواقع الجغرافي والاقتصادي والديموغرافي في سورية، وان يتقاربوا مع اي قوة بغض النظر عن هوية ابناءها ، بعد التأكد بأنه يمكن لها ان تساند المشروع الوطني السوري الجامع العام وتحقيق اهداف الثورة في انهاء الاستبداد، وعدم المساومة بأي شكل من الأشكال على وحدة سورية أرضاً وشعباً، ولا على هوية سورية ولا على انتماءها التاريخي، ولا على دماء ابناءها، مهما كانت الضغوط ومهما كانت المسوغات ومهما كانت المغريات.


اكتشاف المزيد من شباب بوســــــت

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Related Posts

تناقضات السياسة الأمريكية في سوريا: من التدخل إلى الفوضى الخلاقة
  • مارس 9, 2025

لطالما كانت السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط موضع تساؤلات كثيرة بسبب التناقضات التي شابت مواقفها. إن التدخلات العسكرية والسياسية التي قادتها الولايات المتحدة في سوريا والعراق لم تكن في…

Continue reading
الولايات المتحدة تستطيع مساعدة سوريا بشكل أفضل بالانسحاب
  • مارس 6, 2025

روبرت س. فورد – السفير الأمريكي في سوريا (2011-2014) | Foreign Affairs ضرورة الانسحاب الأمريكي والتعامل مع الحكومة السورية انتهت الحرب الأهلية السورية التي استمرت 13 عامًا بشكل مفاجئ في…

Continue reading