لقي شاب سوري حتفه في قصف جوي استهدف المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب، حيث كان يدخل البهجة على قلوب الأطفال كمهرج.
وكان أنس الباشا، البالغ من العمر 24 عاما، يعمل مديرا لمركز تابع للمنظمة المدنية “فضاء الأمل”.
وتقوم القوات الحكومية السورية بقصف متواصل للمناطق الشرقية لحلب في سعيها لاستعادة السيطرة على كامل المدينة.
ويعيش في المدينة تحت الحصار 250 ألف شخص، من بينهم مئة ألف طفل، مع انعدام المواد الغذائية وعدم وجود مستشفيات قادرة على توفير خدماتها.
وتوفي الباشا في غارة جوية استهدفت يوم الثلاثاء حي المشهد، حسب ما ذكرت وكالة أسوشييتد برس.
محمود الباشا، الذي عرف نفسه على أنه أخ أنس، كتب على صفحته على الفيسبوك: “عاش ليسعد الأطفال ويضحكهم في أحد أحلك المنطق وأكثرها خطرا” مضيفا أن “أنس رفض مغادرة حلب وقرر البقاء لمواصلة عمله كمتطوع لمساعدة المدنيين وتقديم هدايا للأطفال في الشوارع عساها تعيد لهم بعض الأمل”.
وقالت وكالة أسوشييتد برس إن والدي أنس الباشا غادرا المدينة قبل أن يبدأ حصار القوات الحكومية لها في شهر يوليو/تموز. أما أنس فقد تزوج قبل شهرين فقط، وزوجته الآن محاصرة في معقل المعارضة شرقي حلب.
وقد أودت الغارات الجوية والقصف المدفعي غير المسبوق من طرف القوات الحكومية لشرق حلب في الأسابيع الأخيرة إلى سقوط مئات القتلى من المدنيين ونزوح أكثر من 25 ألف شخص من منازلهم. وحذر أحد كبار المسؤولين في الأمم المتحدة، الاربعاء، من أن حلب قد تتحول إلى “مقبرة ضخمة”.
في حديثها لوكالة أسوشييتد برس، قالت سمر حجازي، التي كانت مسؤولة أنس الباشا، إنها ستذكره كصديق كان يحب العمل مع الأطفال. “كان يمثل أمام الأطفال أدوارا هزلية ليكسر الحواجز بينهم”.
وأضافت سمر: “كلنا منهكون في الميدان، لكن علينا أن نجد دوما مصدرا نستمد منه القوة لتقديم الدعم المعنوي ومواصلة عملنا”.