وكأن لا حرب فيها، وكأن رائحة الموت بالجملة وصوت أنين الجرحى لم يصل، على الأمتار القليلة الفاصلة بين شرق حلب وغربها.
في الوقت الذي قتلت فيه طائراته وطائرات حليفه الروسي أمس الخميس 59 مدنياً من أبناء حلب، يسخّر النظام آلته الإعلامية وكل الوسائل المتاحة لإقامة مباراة كرة قدم، زعم أنه دعا “المسلحين” في حلب الشرقية المحاصرة، ليواجهوا منتخباً كروياً من أحياء حلب الغربية الخاضعة لسيطرة النظام.
وأقيمت المباراة بالفعل، لكن لا أحد يعلم من كان طرفاها، ولم تقم كما ادعت وسائل إعلام النظام قبلها، فالدعوات كانت لملعب الحمدانية، الذي يعرف الجميع في حلب أنه بات ثكنةً عسكريةً كونه قريب من خطوط من المواجهة، ولكنها أقيمت في صالة (الأسد) بحي الجميلية، بحسب مراسل “كلنا شركاء”.
وفي الوقت الذي كانت طائرات النظام تجوم فوق حلب الشرقية وتقتل المزيد من أبنائها، أرسلت شركة “سيريتل” المملوكة لـ “رامي مخلوف” رسائل نصية لمشتركيها، ورد في بعضها “أيها المسلحون في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، أما آن الأوان لصد هذا النزاع المرير، لا تدعوا الغريب والأجنبي يتحكم في عقولكم، أبناء الوطن الواحد لا بد لهم أن يتحدوا لبناء سورية قوية، شاركوا في المباراة الودية التي تدعو إليها محافظة حلب يوم الخميس 24/11 في ملعب الحمدانية لتكون خطوة أولى في طريق المصالحة الوطنية”.
وكانت الدعوات بحسب موالي النظام بعد طلب من وزارة المصالحة الوطنية، الذي حضر المباراة برفقة عددٍ من مسؤولي النظام المدنيين والعسكريين.
زيد المحمود: كلنا شركاء