أكثر من 250 ألف في حلب قد يموتون في الأيام العشرين القادمة

 

ما يزال أكثر من 250000 سورياً اليوم عالقين في شرق حلب المحاصرة مع وصول محدود للغذاء والمياه النظيفة والإمدادات الطبية. يعيشون تحت القصف الجوي المستمر، ليس لدى القاطنين في الجزء الشرقي من المدينة مكان يذهبون إليه. ومن المتوقع نفاد المواد الغذائية والإمدادات الطبية في الجزء الشرقي من حلب بعد عشرين يوماً وربما أقل، وبعد ذلك فإننا نجازف بخسارة أكثر من ربع مليون شخصاً، بسبب تعرضهم لمجاعة جماعية وعدم إمكانية إنقاذ حياتهم وتقديم الرعاية الطبية لهم.

من ضمن الربع مليون شخص العالقين في حلب، 100 ألف طفل لا يستطيع هؤلاء الأطفال تناول الطعام أو النوم بسبب الخوف. كل يوم، يختبرون مستويات لا مثيل لها من الصدمة والقلق، مما يجعلهم مجموعة معرضة للهجوم مع وجود 29 طبيباً فقط متبقي لرعايتهم ورعاية أسرهم. حيث يواجه أطبائنا مهمة اضطرارية لا يمكن تصورها في اتخاذ قرار إنقاذ أي طفل وترك أي طفل يلقى حتفه؛ بسبب النقص الحاد في المستلزمات الطبية والطاقم الطبي. وعلاوة على ذلك، ليس لدينا المكان البنية لأولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة لدعمهم بخدمات الصحة العقلية للتخفيف من أعراض الصدمة الشديدة التي حلت بهم. بدلاً من ذلك، نتركهم يغادرون مستشفياتنا وهم في حالة من الألم واليأس، مع العلم أننا أنقذناهم من تحت الأنقاض وقدمنا الرعاية الطبية لهم في مستشفياتنا، ولكن مع العلم أيضاً أنه لا يمكننا أن نخفف من خوفهم. نحن جميعاً نخاف. ونعمل مع العلم أن الطفل القادم الذي نساعده قد يكون طفلنا.

يستحق أطفالنا في سوريا مستقبلاً أفضل. إنهم يستحقون الرعاية الطبية والصحة العقلية والنفسية الكريمة. ويستحقون أيضاً الذهاب إلى المدرسة واللعب مع أصدقائهم دون خوف.

علينا أن نعمل معاً على الفور لمساعدة سكان حلب. هذا ليس نداءً سياسياً خلافياً لحزب ما؛ ويؤكد أصحاب القبعات البيضاء موقفهم في مساعدة الجميع بغض النظر عن العرق أو الدين أو الانتماء السياسي داخل سوريا. كما تؤكد الجمعية الطبية الأمريكية السورية على نفس الموقف في مساعدة السوريين النازحين داخلياً وكذلك اللاجئين في البلدان المجاورة، وأبعد من ذلك على تقديم الرعاية الطبية للذين يستحقونها. هذا النداء الذي نطلب هو نداء إنساني. حيث ندعو المجتمع الدولي إلى الوقوف معنا الآن، وندعوه للتضامن مع سكان حلب.

يجب أن نتكاتف جميعنا ونضغط على حكوماتنا لرفع الحصار عن المناطق المحاصرة وخصوصاً في المناطق الريفية في دمشق وحمص وجميع المناطق الأخرى في جميع أنحاء سوريا والسماح للإمدادات الغذائية والطبية بالدخول الفوري؛ وذلك وفقاً لقرار الأمم المتحدة في مجلس الأمن. ونطلب منك التعبئة والضغط على حكوماتكم، ونطالب بمنح الشعب السوري الإمدادات التي يحتاجون إليها على وجه السرعة.

استدعوا الممثلين السياسيين على الفور. اخرجوا إلى الشوارع. طالبوا باتخاذ الإجراءات اللازمة. أمامنا أقل من عشرين يوماً، ووقت العمل هو الآن. ساعدونا في مساعدتهم.

بقلم: ليلى ماهر سعودي ورائد صالح وأحمد طارقجي

رائد صالح هو رئيس منظمة القبعات البيضاء (الدفاع المدني السوري). الدكتور أحمد طارقجي هو رئيس الجمعية الطبية الأمريكية السورية. ليلى سعودي تعمل مع الجمعية الطبية الأمريكية السورية وفي قسم الطب النفسي في جامعة ستانفورد للطب.

لقراءة المقال الأصلي المنشور على الواشنطن بوست اضغط هنا

الواشنطن بوست: ترجمة محمود محمد العبي- كلنا شركاء

عن شباب بوست

انظر ايضا

من كان يستميت لفتح مدارس خاصة به اصبح اليوم يغلق مدارس غيره

الاحتقان مستمر و انباء عن اجراءات تصعيدية من الطرفين غدا

محمد اليساري…. رأي في مسلسل قيد مجهول

الكاتب و السيناريست محمد اليساري محمد اليساري لن يختلف اثنان تابعا هذا المسلسل في الأيام …

اتجاه معاكس في زمن التظليل الإعلامي

علي محمدوف – خاص ترك برس كانت حلقة هذا الأسبوع في برنامج الاتجاه المعاكس الذي …

إضاءة.. ناحية اليعربية ( تل كوجك/كوجر)

مهند الكاطع اليعربية ناحية في الجزيرة العليا، تتبع منطقة المالكية، محافظة الحسكة، وتقع على الحدود …