أكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عزم بلاده على “مواصلة العمل حتى النهاية” لما أسماه “تصفية الإرهابيين” في سوريا. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، والسوري وليد المعلم، في العاصمة الروسية، الجمعة، إن موسكو وطهران ودمشق اتفقت على “تكثيف محاربة الإرهاب بلا هوادة”، بموازاة حل المسائل المتعلقة بتحسين الوضع الإنساني، واستعادة نظام وقف إطلاق النار، وإطلاق مفاوضات السلام “بلا تباطؤ ومن دون أي شروط مسبقة”.
وقال لافروف إن هناك إجماعاً بين الأطراف الثلاثة على “عدم وجود أي بديل لتسوية الصراع في سوريا بالوسائل السياسية الدبلوماسية”، وأضاف أن موسكو وطهران تدعمان “عزم القيادة السورية على مواصلة العملية السياسية”، مرحباً بتصريح المعلم حول استعداد وفد الحكومة السورية “للتوجه إلى جنيف ولو غداً للمشاركة في مفاوضات تجري برعاية الأمم المتحدة وبمشاركة جميع أطياف المعارضة”.
وجدّد لافروف قوله إن الجانب الأميركي “لم يلتزم بتعهداته” بفصل المعارضة المعتدلة عن “الإرهابيين”، كما اتهم واشنطن بخرق وقف إطلاق النار الذي كان قائماً في حلب، بقصفها مواقع الجيش السوري في ديرالزور في سبتمبر/أيلول الماضي.
من جهته، قال المعلم إن النظام مستعدّ لتكرار تجربة الهدنة، لكن بضمان إمكانية خروج السكان المدنيين من حلب. وأكد على كلام لافروف حول مسؤولية واشنطن عن انهيار اتفاق الهدنة بعد غارتها على مواقع النظام في ديرالزور.
وأشاد المعلم بدور روسيا وإيران في سوريا، وقال إن “ثقة الحكومة السورية بالحلفاء الروس والإيرانيين هي بفضل صدق توجههم بمحاربة الإرهاب ودعم الشعب السوري”، متهماً الولايات المتحدة وحلفاءها بعرقلة جولة جديدة من المفاوضات.
من جهته، قال وزير الخارجية الإيرانية إن مكافحة الإرهاب تتطلّب وجود إرادة دولية و”هي غير موجودة الآن”. وأشار إلى أن اللقاء الثلاثي في موسكو ركز على “البحث عن حل سياسي للأزمة السورية”، وأنه “تم اتخاذ قرار بأن الشعب السوري هو من سيقرر مصير ومستقبل بلاده”.
وقبل اللقاء الثلاثي، عقد لافروف لقاءين منفصلين مع كلّ من ظريف والمعلّم، حيث أكد لافروف لنظيره الإيراني إن تطورات الأحداث الأخيرة في سوريا “تثبت مرة أخرى بأنه يجب مكافحة الإرهاب من دون أي تنازلات، بشكل ثابت ومن دون الرد على الاستفزازات التي أصبحت أكثر وأكثر”.
كما شدّد لافروف خلال لقائه المعلم على أن “روسيا ترى بوضوح أنه لا بديل لتكثيف الجهود لمحاربة الإرهاب، لأننا إن أخفقنا في ذلك، سنواجه خطر خسارة هذه المعركة ليس في سوريا فحسب، بل وفي الشرق الأوسط برمته وفي شمال إفريقيا”.