كانت الرسالة واضحة للسعوديين، إيران تنوي تحدي احتضان السعودية لأعظم الأماكن الإسلامية المقدسة، وعلى رأسها مكة المكرمة.
أثبتت الهجمات الصاروخية الأخيرة المنسوبة إلى المتمردين الحوثيين اليمنيين بمساعدة من “الحرس الثوري الإيراني” و”حزب الله”، استخدام طهران “الوسطاء” لتعزيز أجندتها السياسية.
وبحسب صحيفة “واشنطن تايمز”، نفى المتمردون الحوثيون أي تورط في الهجمات الصاروخية، ومع ذلك، فإنها بالتأكيد لم تطلق من قبل “رعاة الإبل”.
ولم يكن الحوثيون قادرين على شن هجوم على القوات البحرية الأمريكية، بدون أوامر من رعاتهم الإيرانيين، والاعتقاد بخلاف ذلك ما هو إلا وهم وفقا للصحيفة.
ولم تحترم إيران، الاتفاق النووي مع إدارة أوباما، وفعليًا، ليس هناك أي اتفاق، لأنهم لم يوقعوا أي شيء، وبدعم روسيا في سوريا، يبدو بوضوح أن إيران بات لديها “الجرأة” الكافية لتحدي الولايات المتحدة بشكل مباشر.
وبحصولها المفاجئ على 150 مليار دولار، بعد تخفيف العقوبات، بالإضافة إلى طائرات محملة بالعملة الصعبة، بلغ قدرها أكثر من 33 مليار دولار، يمكن لإيران توسيع دورها كدولة “رائدة في رعاية الإرهاب”، وهذا ما نشهده في اليمن.
وقد كلف استخدام إيران، الوسطاء، آلاف الأرواح بمن فيهم أمريكيون، وكان العدد قابلاً للزيادة إلا أن الحظ حالف قوات البحرية في الهجوم الأخير.
ومن الواضح، أن إيران تريد السيطرة على “مضيق باب المندب” الإستراتيجي، ومن خلاله يمكنها التحكم في قناة السويس.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن أكثر من 10% من الشحن البحري في العالم يمر عبر هذا المضيق يوميًا.
هذه السيطرة عندما تُضاف إلى التحكم في “مضيق هرمز”، من شأنها أن تعطي إيران السيطرة على جميع شحنات النفط العربية.
تسليح وتهديد..
وبمساعدة من الحرس الثوري، شيدت جماعة حزب الله الواقعة تحت تصنيف الجماعات الإرهابية، ذات التمويل الإيراني، موقعا رادار خارج اثنين من الموانئ اليمنية الرئيسية على البحر الأحمر، “المخاء” و”الحديدة”، والتي هي حاليًا تحت سيطرة المتمردين الحوثيين.
ووفقًا لتقارير متعددة، كانت هذه المواقع تدار من قبل فرق رادار وصواريخ الحرس الثوري وحزب الله.
وكانت الصواريخ التي أطلقت هي نسخة مطورة من طراز الصاروخ الصيني C-802 المضاد للسفن، وينبغي أن نتذكر أنه في 14 يوليو 2006، أطلق حزب الله بنجاح صاروخ C-802 ضد السفينة الإسرائيلية “أي ان إس حانيت” وألحقوا بها أضرارًا جسيمة.
وعلى الرغم من تأكيد إيران على عدم تقديمها أسلحة، إلا أن الحوثيين استلموا شحنة قبل أسبوع من الهجمات الصاروخية، وهي أكبر شحنة من الأسلحة الإيرانية حتى الآن وفقا للصحيفة.
من الواضح أن هذه الشحنة، شملت صواريخ “سكود دي” أرض-أرض التي يبلغ مداها 800 كيلومترا، والصواريخ المطورة الصينية C-802 المضادة للسفن.
وأُرسلت صواريخ سكود إلى الحدود الشمالية، لتستخدم ضد المملكة العربية السعودية، بينما أُرسلت الصواريخ C-802 المضادة للسفن لحركة الحوثيين، التي تخضع لسيطرة الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر.
وفي اليوم نفسه، أُطلقت الصواريخ ضد سفينة الولايات المتحدة الحربية “مايسون”.
وفي الـ 9 من أكتوبر أطلق الحوثيون، بمساعدة من الحرس الثوري الإيراني، صواريخ سكود-دي على مدينة الطائف في السعودية، التي تبعد 700 كيلومتر عن الحدود اليمنية، والمهم في الأمر أنها تبعد 70 كيلومترًا فقط عن مدينة مكة المكرمة.
وكانت الرسالة واضحة للسعوديين، إيران تنوي تحدي احتضان السعودية لأعظم الأماكن الإسلامية المقدسة، وعلى رأسها مكة المكرمة.
المصدر: أبانوب سامي- إرم نيوز