أردوغان الموصل تركيا خارطة معركة الموصل ميثاق الأمة

تعرف على خارطة “ميثاق الأمة” التي تحدث عنها أردوغان مؤخراً

تداولت الصحف العربية والتركية في اليومين الماضيين وبكثافة خارطة تظهر تركيا متوسعة إلى محافظات سورية وعراقية إضافة لبعض المناطق البلغارية واليونانية، وعند البحث تبين أن هذه الخارطة تستخدم للتعبير عن مصطلح “Misak-i Milli ميثاق الملة (الأمة)” أو “Ahd-i Milli عهد الأمة”، وهو مصطلح الميثاق الذي صادق عليه آخر مجلس مبعوثان عثماني (برلمان) عام 1920 قبل إعلان الجمهورية في تركية.

وتظهر في الخريطة أجزاء واسعة من العراق (منها كركوك والموصل وإقليم كردستان)، إضافة لنحو ثلث مساحة سورية (المحافظات الشمالية: الحسكة والرقة وحلب وإدلب)، وكذلك أجزاء إقليم تراقيا اليوناني والبلغاري (إقليم تراقيا تم تقسيمها بين تركيا وبلغاريا واليونان بموجب معاهدتي سيفير ولوزان (1920 و 1923)، وهي المعاهدات التي شهدت ترسيم الحدود بين تركيا والدول العربية المنفصلة عن الدولة العثمانية.

الميثاق الوطني التركي (ميثاق الأمة)

تكون الميثاق الوطني المشار إليه آنفاً من ستة بنود، وأعد من قبل مؤسس الجمهورية التركية، مصطفا كمال (أتاتورك)، وتشير المصادر إلى أن الخطوط الرئيسية لهذا الاتفاق تم التوصل إليها استناداً إلى توصيات مجلسي أرضروم وسيواس (1919)، وبناء على تلك التوصيات اجرت الحكومة العثمانية انتخابات عامة في نفس العام، ليتم إقراره رسمياً في العام التالي (1920).

وبموجب اتفاقية الاستسلام في الحرب العالمية الأولى، تخلت الدولة العثمانية عن الأقاليم العربية، وظلت بعض المناطق موضع خلاف بين الجمهورية التركية الناشئة وبين دول الانتداب (بريطانيا وفرنسا)، ليتم ترسيم الحدود في معاهدتي سيفير ولوزان في وقت لاحق.

الخارطة لم تغب

إلا أن ترسيم الحدود ذاك لم يدفع بخارطة “ميثاق الأمة” لغياهب النسيان، ويُعاد تداولها بين الحين والآخر بين من يطلقون على أنفسهم اسم “العثمانيون الجدد”، وهم بشكل رئيسي من أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم، إضافة لعدد من الاحزاب الصغيرة الأخرى، وكذلك يتم تداولها بشكل أقل بين أنصار الأحزاب القومية، وفي مقدمتها حزب الحركة القومية (MHP)، الذي شاركت ميليشيا مسلحة تابعة له في المعارك التي جرت في سورية.

ويعتبر “ألب أرسلان جيلك” القيادي في جماعة الذئاب الرمادية (الجناح العسكري لحزب الحرة القومية)، من أبرز المقاتلين الأتراك الذين شاركوا بمعارك جبل التركمان بمحافظة اللاذقية، وتتهمه روسيا بالمسؤولية عن قتل الطيار الذي أسقطت طائرته من قبل سلاح الجو التركي في شهر تشرين الثاني الماضي.

ولعل أبرز الإشارات إلى هذه الخريطة، ما تطرق إليه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال كلمته في مؤتمر القانون الدولي بالعاصمة التركية أنقرة، عندما قال إن القوات التركية يجب أن تكون حيث تحمي استقلال بلادها، رافضاً المطالب العراقية بالانسحاب من قاعدة بعشيقة، مشيراً إلى خارطة “ميثاق الأمة” تلك، التي تضم مدينة الموصل أيضاً.

غضب عربي

وتناولت الصحافة العربية هذه المسألة بغضب واضح، فعنونت صحيفة “الرأي” الأردنية: “خريطة تركية تضم اجزاء من العراق وسورية وتستبدل فلسطين باسرائيل”، وقالت إن “صحيفة تركية مناصرة للرئيس رجب طيب أردوغان خريطة لتركيا تضم أجزاء من العراق وسورية وبلغاريا، فيما ألمح أردوغان إلى أن الموصل وكركوك وأربيل جزء من الأراضي التركية”.

وأشارت إلى ما تداوله النشطاء العرب على مواقع التواصل الاجتماعي، من تنديد بهذه الخارطة معتبرينها “نزعة نحو استعادة الأمجاد العثمانية”، وأشارت إلى تصريح الرئيس التركي الذي اعتبر أن “أي محادثات بشأن مصير المدينة ترتبط بالأمن القومي التركي”، ونقلت عن أردوغان قوله إن “الموصل تاريخياً لنا، اسمحوا لي بقراءة (ميثاق الأمة)، لتفهموا ماذا تعني هذه المدينة لنا”.

وذكّرت الصحيفة بأن العرب فتحوا الموصل عام 641م لتصبح فيما بعد عاصمة لدولة السلجوقية أواخر القرن العاشر، واستولى عليها المغول في العام 1262، ثم سيطر عليها الصفويون ثم العثمانيون، وقالت “في 1918 ضمت بريطانيا العظمى هذه المنطقة الغنية بالنفط إلى العراق خلال فترة الانتداب البريطاني، فيما أرادت فرنسا ضمها إلى سوريا التابعة للانتداب الفرنسي، ورغم احتجاج تركيا اعترفت عصبة الأمم بهذا الضم عام 1925”.

عن شباب بوست

انظر ايضا

الوجود السوري في تركيا.. وقود صراع سياسي مجهول النتائج

مثلت جولة الإعادة للانتخابات البلدية في اسطنبول، نهاية الشهر الماضي، الحلقة الأحدث ضمن التطورات السياسية …

هل خسر العرب تركيا لصالح إيران؟

الباحث مهند الكاطع تشهد منطقة الشرق الأوسط عموماً، ودول المجال العربي على وجه الخصوص، تحديّات …

قيادي كردي: الدول لن تضحي بعلاقاتها مع تركيا من أجل “ب ي د”

قيادي كردي: الدول لن تضحي بعلاقاتها مع تركيا من أجل “ب ي د” اعتبر القيادي …