
- قضى المدعي العام الأرجنتيني ألبرتو نيسمان العام الماضي، برصاصة واحدة في الرأس، حينها كان الرجل يحقق في تفجير بونس آيرس الذي حصل عام ١٩٩٤ وبينت خطوطه تورط المخابرات الإيرانية في التفجير، ولم يعرف من قتله، لكن تقرير المدعي حتماً كان السبب، إذ كان يحمل تحذيراً واضحاً لا لبس فيه لكل من تشيلي والبرازيل والأوروغواي والباراغواي وغيانا وترينيداد وتوباغو وسورينام وكولومبيا من التسلل الإيراني.
ونشطت إيران، منذ نحو ٣٠ عاماً، عبر حزب الله وغيره في أمريكا اللاتينية، حيث تسللت إلى الحديقة الخلفية للولايات المتحدة الأميركية، مستغلة الخلاف السياسي بين واشنطن وأنظمة تلك الدول وحاجاتها، فحققت مبادلات تجارية، وصناعات صاروخية وعسكرية، مروراً بتبادل معلومات تقنية، وافتتاح مراكز ذات صبغة حربية، ناهيك عن التورط في تهريب المخدرات وغسيل الأموال وتزوير وثائق وهويات وجوازات سفر.
كل ذلك تم توثيقه، وفي الطريق عينه، وثقت طهران علاقاتها بـ دول ألبا أو البلوك المضاد لأميركا، والذي أنشأه رئيس فنزويلا الراحل هوغو تشافيز، وعلى مر السنوات الماضية، نشطت واشنطن برصد الخطر المتعاظم جنوبها، لا سيما أنها تعرضت لتداعيات ذلك التدخل.
ويشار إلى أنه في عام ٢٠٠٧ تورطت إيران في محاولة تفجير أنبوب غاز يمر تحت مطار كيندي. وكذلك عام ٢٠١١ تورطت إيران بمحاولة اغتيال السفير السعوي داخل مطعم في واشنطن، وتم توجيه الاتهام للحرس الثوري بتمويل تجار مخدرات مكسكيين لتنفيذ عملية الاغتيال تلك. ناهيك عن اتهام فنزويلا ودبلوماسي إيراني بالتخطيط للقيام بهجمات إلكترونية ضد وزارة الدفاع ومقر المخابرات والمنشأت النووية الأميركية في العام نفسه.
ويرى مراقبون أن لا هدوء لطهران ومشاريعها في تلك البقعة البعيدة، واللافت أن وزارة الخارجية الأميركية سلطت الضوء على شبكات الدعم المالي التي يحتفظ بها حزب الله في أميركا اللاتينية، وذلك في تقريرها السنوي حول الإرهاب لعام ٢٠١٥، وقد خلص التقرير إلى أن الحزب التابع لإيران قادر على العمل في جميع أنحاء العالم. ولتسبح الإدارة الأميركية في أوهام إنجاز الاتفاق النووي لنزع أخطار إيران، لأنها وكما قالت واشنطن فـ “طهران تقريباً في كل مكان”.
وهذا فان التغلل الإيراني في دول أميركا اللاتينية يتم تغليفه بطابع التبادل التجاري والاقتصادي، فيما تنشط الدبلوماسبة الإيرانية في نشر مراكز ثقافية واستخباراتية تعمل في مجالات عدة، لا سيما في دول التحالف البوليفي ال”ألبا”.
اكتشاف المزيد من شباب بوســــــت
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.