“الفايننشال تايمز”:
تطور هام سيمنع سقوط حلب بيد الأسد
قالت صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية, إن قوات نظام بشار الأسد يمكن أن تسيطر على أراض جديدة في مدينة حلب شمالي سوريا, لكنها لن تستطيع التمسك بها.
وأضافت الصحيفة أن السيطرة على أرض والتمسك بها يحتاج إلى قوات، وهذا ما يفتقده جيش الأسد المستنزف, ولذا فإنه في حال خسرت المعارضة السورية المسلحة أرضا, فإن قوات الأسد لن تستطيع أن تتحرك فيها بسهولة.
وتابعت ” نظام الأسد يعتمد الآن على إيران وحزب الله اللبناني وشبكات الميليشيات التي شكلاها, فيما تبدو روسيا منزعجة من ضعف القدرة القتالية لقوات الأسد نتيجة الخسائر المتزايدة التي تتكبدها”.
واستطردت ” المعركة الدائرة في حلب حاليا هي الأشرس والأكبر منذ بدء الحرب في سوريا, حيث تحولت إلى نمط حرب الاستنزاف, فيما يغيب الحل السياسي تماما”.
وخلصت الصحيفة إلى القول :”إن الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة خذل سوريا, وترك الساحة لروسيا التي تواصل قصف المدن السورية بالطائرات وتحولها إلى ركام لإنقاذ حليفها الأسد.
وكانت “الفايننشال تايمز” قالت أيضا في افتتاحيتها إن الغرب يعيش في وهم كبير, إذا اعتقد أنه سينجو من المجازر المتواصلة التي يرتكبها النظام السوري وحلفاؤه ضد المدنيين في حلب.
وأضاف الصحيفة أن إمكانية تخلي الغرب ببساطة عن الأزمة السورية غير ممكنة, لأن المشكلة انتقلت إلى أعتاب أوروبا في تدفقات اللاجئين, وفي الهجمات الإرهابية التي ينفذها تنظيم الدولة.
وتابعت ” إذا سقطت المناطق الشرقية لحلب في قبضة النظام السوري, فإن هذا سيكون فشلا جديدا للغرب في سوريا, وستتغير معه المعادلة الدبلوماسية في الشرق الأوسط بالكامل لصالح روسيا وإيران”.
واستطردت ” إن ما يحدث في سوريا منذ 2011 يمثل أسوأ كارثة لحقوق الإنسان في هذا العصر, بينما يركز الغرب فقط على مواجهة تنظيم الدولة, ما يساعد روسيا على تحقيق انتصار عسكري شامل لحليفها بشار الأسد, وبالتالي توسيع نفوذها في الشرق الأوسط”.
وفي السياق ذاته, قالت صحيفة “التايمز” أيضا إن السماح بانهزام المعارضة السورية المسلحة في حلب, سيكون هزيمة للغرب أمام النفوذ الروسي المتزايد في الشرق الأوسط .
وأضافت الصحيفة في مقال لها في 3 أغسطس, أنه في حال سقطت حلب في يد نظام بشار الأسد, فإن روسيا تكون قد أمنت موطئ قدم لها في الشرق الأوسط، وبالتالي سيكون الغرب تلقى إهانة كبيرة بسبب تخاذله في الشرق الأوسط .
وتابعت ” سقوط حلب بيد الروس والديكتاتور بشار والقوات الإيرانية, معناه نهاية النفوذ الغربي في كل أنحاء الشرق الأوسط, وعندما يفيق الغرب سيكون الوقت قد فات”.
وخلصت الصحيفة إلى القول :” إن مستقبل سوريا معلق بحلب, وإن روسيا تدرك ذلك, ولذا وفرت الغطاء الجوي والمعلومات الاستخبارية التي يحتاجها نظام الأسد لسحق المعارضة هناك”.
كما حذرت صحيفة “الإندبندنت” من أن ما حدث من مجازر في سربرنيتشا بالبوسنة , أو في رواندا, سيتكرر في مدينة حلب شمالي سوريا, في حال لم يتحرك المجتمع الدولي بسرعة لفك الحصار المفروض على المدينة, والتصدي لجرائم نظام بشار الأسد وأعوانه.
وأضافت الصحيفة في مقال لها في مطلع أغسطس, أنه على غرار رواندا و سربرنيتشا, هناك خطر حقيقي بأن اسم “حلب” سيكون مرادفا أيضا لفشل العالم في التحرك لإنقاذها.
وتابعت ” التركيز الدولي على قتال تنظيم الدولة, يتجاهل حقيقة أن نظام الأسد يرتكب المجازر ويستخدم العنف الوحشي ضد شعبه يوميا “.
واستطردت الصحيفة ” يجب على الأمم المتحدة والمجموعة الدولية لدعم سوريا, وغيرها من الدول, أن تكون أكثر جدية في الضغط على نظام الأسد لرفع الحصار عن حلب, ووقف القصف الجوي الوحشي ضد المدنيين والمنشآت الطبية”.
وخلصت “الإندبندنت” إلى القول إن على العالم أن يتحرك سريعا لإنقاذ حلب من مصير رواندا وسربرنيتشا “.
وكانت صحيفة “الجارديان” البريطانية, حذرت هي الأخرى من عواقب صمت أوروبا على حصار النظام السوري لمدينة حلب, وأنها ستكتوي بنيران أية مجازر جديدة تقع ضد المدنيين هناك.
وأضافت الصحيفة في مقال لها في 31 يوليو, أن المذابح التي ارتكبها نظام الأسد على مدى خمس سنوات وفشل المجتمع الدولي في وضع حد لها، أو حتى محاسبته، قد أوجدت سببا كبيرا للتطرف الذي يجعل أوروبا تنزف الآن.
وتابعت ” الهجمات التي شنها تنظيم الدولة في أوروبا أكدت أن ضمان سلامة المواطنين في أوروبا، لا يمكن فصله عن مسألة حماية المدنيين في سوريا”.
واستطردت ” لا يمكن دحر تنظيم الدولة فقط من خلال العمليات العسكرية في العراق وسوريا، أو العمليات الأمنية في أوروبا، بل سيتم دحره فقط من خلال مواجهة الإغراء الذي تمارسه هذه الجماعات المتشددة على الشباب في الشرق الأوسط وأماكن أخرى, وذلك من خلال وضع حد للمجازر المتواصلة ضد المدنيين في سوريا وإنقاذ حلب من السقوط في يد نظام الأسد وأعوانه”.
وكانت المعارضة السورية المسلحة, أعلنت في 31 يوليو بدء معركة حلب الكبرى لفك الحصار عن الأحياء المحاصرة شرقي المدينة، فيما استقدمت قوات الأسد والميليشيات الموالية لها تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المدينة بعد سحبها من ريف حمص الشرقي وريف حماة الشمالي.
وحسب “الجزيرة”, قامت فصائل المعارضة السورية بشن هجمات من داخل الأحياء الشرقية المحاصرة على مواقع للنظام جنوب المدينة, كما أن الفصائل المنضوية تحت “غرفة عمليات فتح حلب” (جيش الفتح وجبهة فتح الشام وغيرهما) واصلت تقدمها جنوب مدينة حلب وغربها، وسيطرت على ما مجموعه نحو أربعين كيلومترا مربعا منذ بدء عملية فك الحصار.
وسيطرت تلك الفصائل على أجزاء من حي الراموسة جنوب غرب حلب ومشروع 1070 شقة في حي المدانية, كما سيطرت على العديد من المواقع جنوب المدينة من بينها مدرسة الحكمة, وقريتا الشرفة والحويّز، وعدة تلال, وذلك ضمن المرحلتين الأولى والثانية من العملية. وقد أعلن متحدث عسكري من غرفة عمليات حلب بدء المرحلة الثالثة من العملية.
وتسعى فصائل المعارضة السورية لاستعادة حي الراموسة لفتح طريق إمداد باتجاه الأحياء المحاصرة شرق وجنوب شرق حلب، في الوقت نفسه قطع طريق إمداد رئيس لقوات نظام الأسد في الأحياء الغربية، التي يخضع جلها لقوات النظام والميليشيات المتحالفة معها.
وكانت قوات نظام الأسد قطعت مؤخرا طريق الكاستيلو شمالي حلب، ما دفع المعارضة لشن هجوم لفك الحصار عن السكان المحاصرين الذين يترواح عددهم حسب تقديرات مختلفة بين 250 ألفا و400 ألف نسمة.
وردت روسيا على هجوم المعارضة بتكثيف حملتها الجوية على مدينة حلب وريفها من جهتي الغرب والجنوب، مما أبطأ وتيرة تقدم المعارضة، حسب بعض المصادر السورية. وتحدث ناشطون عن مشاركة عشرات الطائرات الروسية والسورية في القصف.