تطرقت صحيفة “إيزفيستيا” إلى طلب تل أبيب من موسكو تنسيق بروتوكولات إضافية، لتفادي وقوع حوادث في سماء سوريا.
جاء في مقال الصحيفة:
صرح مصدر دبلوماسي-عسكري مطلع لـ “إيزفيستيا” بأن العسكريين الإسرائيليين توجهوا بطلب إلى وزارة الدفاع الروسية بتنسيق بروتوكولات وقواعد إضافية للتعامل، بالنظر إلى تعزيز مجموعة الدفاع الجوي الروسية في سوريا، ونقل منظومة الدفاع الجوي الصاروخية “أنتي-2500” (إس-300في4) إلى هناك.
ويعتقد الخبراء الإسرائيليون أن التدابير الأمنية الإضافية ضرورية، لكنهم ينطلقون من أن خطوة الاتحاد الروسي – هي قبل كل شيء تحذير للولايات المتحدة.
وأضاف المصدر لصحيفة “إيزفيستيا” أن “الجانب الإسرائيلي، أرسل إلينا، في إطار الخط الساخن العامل، طلبا بتنسيق بروتوكولات وقواعد تعامل جديدة لتكملة الآليات القائمة، والتي نسقتها وزارتا دفاع البلدين بعد بدء عملية القوات الجو-الفضائية في سوريا. وأوضح الجانب الإسرائيلي ضرورة هذه الخطوة بظهور قوات دفاع جوية إضافية في سوريا”.
وذكر مصدر الصحيفة أنه يجري في الوقت الحاضر إعداد جواب سيرسل وفقا لجميع الإجراءات المتفق عليها.
هذا، وكانت قد ظهرت معلومات تشير إلى نقل كتيبة صواريخ “أنتي-2500” الى ميناء طرطوس السوري قبل عدة أيام، وفسر الخبراء هذه الخطوة بأنها رد من موسكو على قرار واشنطن وقف الحوار حول سوريا.
من جانبه، قال مسؤول برنامج “التوازن العسكري في الشرق الأوسط” في معهد تل أبيب لدراسات الأمن القومي يفتاح شابير لصحيفة “إيزفيستيا” إن اسرائيل لا تستطيع تجاهل ظهور منظومة دفاع جوي خطيرة مثل “إس-300” على مقربة من حدودها.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى ضمان أنه لن تحدث أخطاء”. وفي غضون ذلك، أكد الخبير الإسرائيلي أن إسرائيل مهتمة بالحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا، وأن البروتوكولات الإضافية أمر ضروري، لأن صواريخ “أنتي” سوف توضع بالقرب من أراضينا، وهي قادرة على ضرب أهداف في سماء شمال إسرائيل أيضا.
وبحسب كلمات شابير، فإن تل أبيب مهتمة بأن تكون إسرائيل قادرة على العمل في المجال الجوي السوري في حال تعرضها لمخاطر أمنية. وأشار المحلل الاسرائيلي إلى أن بلاده منذ عام 2011 اضطرت إلى العمل في نطاق المجال الجوي السوري عدة مرات، من أجل منع نقل أسلحة حديثة إلى “حزب الله” اللبناني.
ويخلص شابير إلى القول إن هذه المنظومات تستطيع تعطيل حرية حركة الطيران الحربي الاسرائيلي، ولهذا الأمر لا بد من التفاوض مسبقا.
ويرى شابير أن هذا الإجراء العسكري الروسي إشارة سياسية للولايات المتحدة، لكيلا تحاول التدخل في الشأن السوري إلى جانب أي طرف كان، وأن تعزيز مجموعة الدفاع الجوي الروسية يمكن تفهمه ببساطة، إذ إن نطاق عمل أحدث منظومات الدفاع الجوي يبقى محدودا. ومن هنا على الأرجح ظهرت ضرورة لتغطية مساحة أكبر.
والخبراء الروس بدورهم أكدوا أن ظهور منظومات الصواريخ الجديدة، سوف يضاعف من قدرات المجموعة الروسية في سوريا.
وقال الخبير العسكري ميخائيل خوداريونوك إن منظومات الدفاع الجوي “إس-400” أصبحت موجودة في قاعدة حميميم في اللاذقية. ولكن كتيبة واحدة لا تستطيع تغطية مساحة سوريا كلها.
و أوضح الخبير أن مدى اعتراض “إس-400” للصواريخ المجنحة التي يمكنها التحليق على ارتفاع منخفض جدا، هو ما بين 15 – 40 كم فقط، وفقا لشكل التضاريس المحلية. وإذا أريد تغطية ميناء طرطوس، فسيكون من الضروري إرسال كتائب صاروخية أخرى إلى هناك.
هذا، ومع أن المواصفات التكتيكية-التقنية لدى منظومة “إس-400″ و”إس-300” متماثلة، فإن الأخيرة تم إنتاجها لتلبية حاجات القوات البرية، وهي ذاتية الحركة كأي واسطة نقل عسكرية مجنزرة، وتستطيع الانتقال مع قطعات الجيش الأخرى.
وخلص خوداريونوك إلى القول: بالنسبة إلى الأهداف المحتملة لمنظومات “أنتي” (إس-300في4)، فهي تقوم على أفضل وجه بمهمات الدفاع الجوي غير الاستراتيجية، وباعتراض الصواريخ المجنحة.