في سابقة هي الأولى منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، ذهبت القناة الثانية الدنماركية إلى إجراء حوار متلفز مع رئيس النظام السوري بشار الأسد في دمشق. واتهم الأخير في هذا اللقاء الدنمارك “باتباع سياسة أميركا بشكل أعمى”، وقال إن “أوروبا كلها تتبع أميركا في سياستها تجاه سورية، فقد غابت القارة عن الخارطة السياسية منذ 2003 بعد غزو العراق. الأوروبيون لا ينتجهون خطهم السياسي”.
الأسد ذهب في أجوبته على الأسئلة كما يفعل دائما: “كيف يمكنني أن أجلس هنا كرئيس إذا كان صحيحاً بأن الجيش يقتل المدنيين، ويقصف المشافي ويمارس هذه الجرائم؟ أنا لست سوبرمان”. الإجابة على سؤال الواقع يراه الأسد “تجنياً” على الواقع، إذ يضيف ما يردده للإعلام الغربي: “لو أنني لست مؤيداً من الشعب السوري لن أكون جالسا هنا. ولأنني أحظى بدعمه أقوم بحماية الشعب السوري، وبهذا نستطيع أن نسامح من يتهمنا كل تلك التهم”.
المعلقون الدنماركيون على المقابلة أعادوا التذكير بالواقع الذي يرونه من خلال اللاجئين السوريين في بلدهم، وصور الدمار والقصف للمشافي المنتشرة في مواقع الصحف والتلفزة المحلية من داخل تلك المستشفيات.
بل حتى وزير الخارجية، كريستيان يانسن، أكد للقناة ذاتها بأن كل هذا الذي يقوله “ليس سوى تلاعب صريح”. وأضاف يانسن: “نحن نعرف من يقصف حلب، ونعرف من هم الذين يتم قتلهم وإصابتهم، إنهم معارضو الأسد. ما عليه سوى أن يجمع حقائبه ويرحل بدل هذا التمسك بالسلطة من خلال تدفيع المدنيين كل هذه الأثمان الباهظة”.
وكممثل عن السياسة الخارجية لبلده، الذي حاول الأسد دغدغة مشاعر الشعب الدنماركي بأنه صديقه، قال يانسن: “هو (الأسد) الذي يقف وراء عمليات هجومية متواصلة في حلب وإصابة المشافي التي تهتم بالمدنيين. ما يجري في حلب من قبل الأسد وروسيا جرائم ضد الإنسانية. هو استخدم الغاز وقتل شعبه، كل الأدلة معروفة، ولدينا ما هو موثق”.
وأثارت جملة حول الدنمارك وقالها الأسد، وهي “دولة غير مستقلة في سياستها وتتبع أميركا، وأن الشعب الدنماركي ليس عدواً لسورية، هناك فرق بين الشعب الذي هو صديق لسورية وبين سياسات الحكومة”، عشرات التعليقات الناقدة التي لم يكن أقلها ما كتبه مارتن سوندغوورد: “هذا أكثر ديكتاتور سمعته يكذب، ويريد أن يقنعنا بأن نظام حكمنا مثل نظامه الديكتاتوري بلا رقابة أو شعبية؟”.