تحت سقف الحرب
عصافير قصت أجنحتها
بقلم د.يسرى السعيد
تشرق الشمس في مدينة القامشلي حزينة، لأن الأطفال الصغار لايحيونها وهم في طريقهم للمدرسة، فقد كتبت الحرب عليهم أن يتخلوا عن أحلامهم، وأن يرجئوا ألعابهم مع أصدقائهم حتى يتم الاتفاق على صيغة ترضي كل الأطراف.
كل الأطراف: مقولة طالما أضحكتني، وهل يعقل أن يتكرر حزن العام الماضي فلا تفتح المدارس في وجه أحبائها.
لعلّ الحرب قاسية، ولعلّ الظروف قاهرة، لكن لاجدل في أن الذين لازالوا يغلقون المدارس في وجه طلابها هم القساة الذين لاعذر لهم، ولاسبب، فكيف تغفر للكبير تشويه أحلام الصغار، بل ودفنها في مقبرة الاختلاف؟!!
تبكي أم أحد الأطفال قائلة: ان ابني لازال يستيقظ كل صباح، ويصمم على الذهاب لمدرسته، وينتهي طلبه ببكاء الطفل والأم معاً.
وأم أخرى تحاول أن تعوض أطفالها بدروس خاصة لكن دون جدوى، فهم في النهاية محرومون من لذة العلم بين الأصدقاء، و من ثم من لذة النجاح.
آلاف الطلاب لما يزالوا ينتظرون القرارات الصائبة بفتح المدارس، والعودة إليها، كونها أبسط حقوقهم، وآلاف الاسر تنتظر رحمة الفرح المؤجل كي يغمر أطفالهم.فهل من مستجيب لدعاء الأهل؟، وهل من مفرح لتلك العصافير الصغيرة التي كسرت أجنحتها؟!!!!!! .
ارحموا أطفالنا من عنادٍ لن يثمر، واغفروا لهم حقهم في العلم، والحياة، فهذا حق لهم وواجب على الجميع.