وأكد ستيفن أوبراين في بيان أنه تم إبلاغ جميع أطراف النزاع بمرور القافلة التي تميزت بعلامات واضحة بأنها قافلة إنسانية، مشيرا إلى أنه “لا يوجد سبب أو مبرر لشن حرب على العاملين الشجعان في العمل الإنساني”.
وأضاف أنه إذا ثبت أن هذا الهجوم كان متعمدا فإنه يرقى إلى جريمة حرب، و”إنني أدعو إلى إجراء تحقيق فوري ونزيه ومستقل في هذا الحادث المميت” لإخضاع المسؤولين عن انتهاكات القانون الإنساني الدولي للمساءلة، وفق البيان.
كما عبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان ديمستورا عن غضبه إزاء استهداف قافلة الإغاثة.
وكانت قافلة إغاثة تابعة للأمم المتحدة تعرضت أمس الاثنين لغارات من قبل الطيران السوري أو الروسي في ريف حلب الغربي، ما أدى إلى احتراق عشرين شاحنة بما فيها، وقتل 13 شخصا من القائمين عليها.
من جهتها قالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن “غاضبة” مما حصل لقافلة الإغاثة، ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن وزير الخارجية الأميركي جون كيري القول إن روسيا فقدت السيطرة على الرئيس السوري بشار الاسد الذي يقصف شعبه منذ سنوات، ويقصف قوافل المساعدات باستمرار.
وأضاف كيري -خلال لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف (رئيس وفد المملكة بدور الانعقاد السنوي لـالجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك)- أن “هذا الأسبوع ستجمع الحقائق قبل أن نتخذ قرارا”.
وفي هذا السياق أيضا، حذر المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي من أن استهداف القافلة يضع التزامات روسيا على المحك ويقوض الجهود الرامية لإنهاء الحرب في سوريا.
وقال كيربي “في ضوء الانتهاك الفاضح لوقف العمليات العدائية سنعيد النظر في آفاق التعاون مع روسيا، في إشارة إلى التعاون العسكري الذي كان يفترض أن يحصل بين واشنطن وموسكو بموجب اتفاق جنيف الذي أرسى الهدنة في سوريا لمدة أسبوع دون أن يتم تمديدها.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولين أميركيين -طلبوا عدم كشف هوياتهم- أن “الروس عليهم مسؤولية الامتناع عن هذا النوع من الأعمال وعليهم أيضا مسؤولية منع النظام السوري من القيام بها”.
وحذر مسؤول أميركي من أنه إذا كانت روسيا غير جادة في العودة إلى الالتزام بما اتفق عليه، فلن تكون هناك عملية سلام إنقاذية.
وذكر مسؤولون أميركيون أن الغارة نفذت من قبل طائرات النظام السوري أو حلفائه الروس، وعلى موسكو تحمل المسؤولية في الحالتين.
بدورها شجبت فرنسا العملية، وقالت إنها تظهر الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار في سورية.
وجاء هذا التصعيد بعد ساعات قليلة فقط من إعلان قوات النظام السوري انتهاء سريان الهدنة التي كانت أعلنت بموجب الاتفاق الروسي الأميركي وبدأت مساء الاثنين الماضي.
الجزيرة