أحداث قرية الخندق إلى الواجهة… علويون معتقلون في جهات مجهولة وآخرون فروا إلى قرىً سنية
شباب بوست
09/09/2016
مقالات
تكن الاشتباكات التي شهدتها قرية الخندق في ريف حماة الغربي في (17آب/أغسطس) الماضي حدثاً استثنائياً في بيئة موالية للنظام، إذ تشهد قرى ومدن موالية بشكل مستمر اشتباكات بين قوات الدفاع الوطني والأمن ولأسباب مختلفة.
ثلاثة أسابيع مرت على اقتحام قوات النظام لقرية الخندق التي يسكنها أبناء الطائفة العلوية في سهل الغاب، ونشرت صفحات ومواقع معارضة يومها أن الحادثة بداية انشقاق في قلب الطائفة أو نواة انتفاضة السكان على النظام، وعلى خلاف ما قالت تلك الصفحات أكد مصدر لـ”كلنا شركاء” أن العملية كانت ملاحقة لمشتبه به بالقيام بعمليات تهريب سلاح ومواد اخرى للقرى السنية المتاخمة لقرية الخندق.
وأضاف المصدر (الذي فضل عدم ذكر اسمه) أن العملية انتهت بأن قام المطلوب بقتل خمسة عناصر تابعين لقسم الأمن العسكري في السقيلبية أثناء اقتحام بيت المطلوب مع أحد ابناء القرية برصاص طائش قبل ان ترديه قتيلا، بينما فر شقيق المطلوب (ويدعى عبد الحميد) بعد تعرضه لإصابات بالغة، إلى مكان مجهول، ليتبين فيما بعد أنه لجأ إلى أحد القرى المحررة المجاورة.
وأردف المصدر أنه وبعد حادثة مقتل عناصر الدورية اقتحمت قوات الأمن القرية وقامت بالهجوم على منزل المطلوب الذي كان أهله يتقبلون التعازي بموته واعتقلوا كل من كان في المنزل دون استثناء، وقد بلغ عددهم 16 شخصاً بين رجل وامرأة وطفل صغير وبعد ذلك قاموا بسرقة محتويات المنزل وحرق ما تبقى من موجودات كعقوبة إضافية.
وأشار المصدر أنه عرف من بين الأطفال الذين ساقتهم قوات النظام إلى جهة مجهولة محمد سلوم (5 سنوات)، عمار سلوم (13سنة)، علي سلوم 15سنة، لتتسارع الأحداث وتقوم قوات النظام بعد مرور أسبوع باقتحام منزل عم المطلوب وابن عمه واقتيادهما إلى جهة مجهولة، كرهائن من أجل أن يقوم الأخ الفار عبد الحميد بتسليم نفسه.
حادثة الخندق لم تكن الأولى من نوعها، (وخاصة في منطقة سهل الغاب) حيث تكررت عشرات الحالات المشابهة التي يلجأ فيها أبناء من الطائفتين العلوية والمرشدية إلى القرى السنية المجاورة هرباً من الاعتقال وبطش قوات النظام.
حادثة الخندق وعشرات الحالات المشابهة، تعتبر رد فعل طبيعي على تغلغل ميليشيات الشبيحة في الحياة العامة، ويسلط الضوء على ظاهرة الانتشار العشوائي للسلاح، فالنظام قد غض الطرف منذ بداية الثورة عن انتشار السلاح في يد المدنيين داخل القرى والبلدات الموالية له، وخصوصاً القرى ذات الغالبية العلوية حيث لا يكاد منزل يخلو من بندقية وأسلحة رشاشة.
المصدر: كلنا شركاء