من تحت سقف الحرب لل د.يسرى السّعيد
بعيداً عن مآسي الهجرة التي عانى منها الملايين، وقريبا من معاناة كثرممن ظل تحت رحمة الحرب تأتي يومياتي وأدرك أنها تشبه يوميات كثر ممن بقي تحت سقف الحرب الذين يتربص بهم الحزن من أول الفجر وحتى آخر السواد ليلاً.
السادسة صباحاً: رن جرس المنبه لأستيقظ نشيطة كعادتي، مغمورة بالامتنان للقدر لأنه كتب لي يوماً جديداً في حياة طالما عشقتها، وطالما غامرت في رحابها.
لكنني هذه المرة وككل نهار من أربعة أعوام لن أحضر نفسي للعمل، سأجلس قرب نافذتي الصغيرة في بلد النزوح الداخلي المر لأتأمل إشراقة شمس حزينة ستنذرني بإمضاء يوم آخر بين أربعة جدران وسقف، أدرك أن الكثير من السوريين يحسدونني عليه.
وأتابع رحلة تأملي قرب النافذة، وقد شلت يميني عن فعل أي شيئ إلا ركوة قهوة كبيرة علها تسع خيبتي، “وأنا الغريب تعبت من صفتي”!!!.
سنوات الدراسة والعمل والنشاط سجنت في ذاكرة أتمنى لها النسيان،محكومة بأمل يأبى أن ينتهي، ويظل يمني نفسه بانتهاء الحرب. كثر هم الذين أسقطوا شهاداتهم من جدران الحائط الأغلى في منزلهم الأصلي الذي أرغموا على مغادرته، ليلصقوها على جدران القلب .
لقد التهمت نيران الحرب حتى أوراق أحلامنا، وهانحن مأسورون لزمن وحده التاريخ من يسطر انتهاءه، وعودتنا للحياة…الحياة من جديد.
يتبع…..