في ظل الحديث المستمر عن قرب التوصل إلى اتفاق أميركي ــ روسي يمهد لوقف الأعمال القتالية في سوريا، بدا لافتاً ما أشار إليه أمس وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، حول إمكانية التوصل إلى اتفاق «خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة». وترافق التصريح السعودي مع تكرار أنقرة، على لسان المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالين، الإشارة إلى احتمال التوصل إلى «هدنة» قبل عيد الأضحى في 12 أيلول الجاري.
ويأتي التناغم في تصريحات البلدين عشية عقد اجتماع للدول الداعمة للمعارضة السورية في لندن، ستقدم خلاله «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة «رؤيتها» للانتقال السياسي، ضمن إطار الاستعداد لخوض جولة المباحثات المقبلة التي تنتظر الاتفاق الروسي ــ الأميركي. وعلى خلاف الجولة الماضية التي كان واضحاً فيها الانفصال بين كتلتي «الهيئة» (المدعومة سعودياً) و«الائتلاف» (المدعوم تركياً)، يبدو أن أنقرة تتجه إلى دعم «الهيئة» و«الائتلاف» بشكل متواز، وذلك ضمن مساهمتها في إعادة هيكلة الطرف السياسي المعارض، على غرار ما نُفّذ في الميدان بشأن فصائل مسلحة.
وقد تكمن أهمية الخطوة التركية لجهة أنها تأتي في ظل غياب دور فاعل لـ«الهيئة» ووقوع خلافات بين مكوناتها، عقب جولة المباحثات الماضية في جنيف، وصلت إلى استقالة كبير مفاوضيها محمد علوش، ورئيس وفدها أسعد الزعبي.
ومن باب التأكيد على التناغم السياسي بين أنقرة والرياض، فقد كان لافتاً إشارة بيان للخارجية التركية، للمرة الأولى، إلى دور لـ«الهيئة»، والقول إن «المنسق العام للهيئة التفاوضية العليا المعارضة، رياض حجاب، سيقدم عرضاً للمشاركين بالاجتماع حول رؤيته لعملية الانتقال السياسي في سوريا».
في غضون ذلك، رغم التعثر الذي حملته قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية على صعيد المفاوضات الأميركية ــ الروسية، وفي ظل اشتعال جبهات الشمال السوري، حافظت موسكو على تفاؤلها بقرب التوصل إلى اتفاق مفترض مع واشنطن حول هدنة، إذ جدد نائب وزير خارجيتها، سيرغي ريابكوف، تأكيده أن العاصمتين أصبحتا «قريبتين جداً» من الاتفاق، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «تسريب» مضمون رسالة المبعوث الخاص الأميركي إلى سوريا، مايكل راتني، يوضح «ألاعيب واشنطن المزدوجة».