ناشيونال بوست : الأسلحة الكيماوية ومشاهد الدمار في سوريا (وصمة عار) في تاريخ أوباما

ناشيونال بوست : ترجمة التقرير

لا يحب الرئيس باراك أوباما شيئًا أكثر من قضاء الأشهر الخمسة المقبلة المتبقية على  التقاعد بعد 8 سنوات من ظهور الشعر الرمادي، وبطبيعة الحال، سيستمر العالم في التقدم، وستطرأ أزمات جديدة لا محالة خلال تلك الأشهر الخمسة المتبقية، لكن يمكن للمرء أن يجادل بأن أوباما يستحق التوقف قليلًا، فقد أخذ الكونجرس 7 أسابيع إجازة، لذلك لماذا لا يمكن لأوباما أن يلعب بضع جولات جولف مع رفاقه؟.

وإذا لم تكن سوريا كارثة، مع  وجود المزيد من اللاجئين وجرائم الحرب الجديدة تقريبًا، فإن إبحارها في اتجاه يوم التنصيب، في الواقع قد يكون ممكنًا. لكن الحرب الأهلية في سوريا ستبقي الرئيس وموظفيه مستيقظين في الليل حتى اللحظة الأخيرة من رئاسة أوباما.

وعلى الرغم من التدخل في ليبيا الذي وصف من قبل أوباما نفسه بأنه خطأه وندمه الأكبر، وسيكون الذبح في سوريا وما ينظر إليه باعتباره رد فعل ضعيف من  الولايات المتحدة من المرجح أن ينظر إليه من قبل المؤرخين والنقاد بأنه أكبر وصمة عار في ميراثه.

وقفز نيكولاس كريستوف من صحيفة “نيويورك تايمز” إلى هذا الاستنتاج: “أنا معجب بتوسيع أوباما للرعاية الصحية وتجنب الأزمة النووية مع إيران، لكنه سمح بوجود حرب أهلية في سوريا وتطويل المعاناة، وكان ذلك أسوأ خطأ، يلقي بظلاله على ميراثه دون منازع”.

ووجد التحقيق الذي صدر من قبل الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أن نظام الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية مرتين على الأقل في ساحة المعركة في عام 2014 و2015، وتفاقم هذا الحكم في أذهان الكثيرين. من أؤلائك الموجودين في الحشود الليبرالية الأممية والمحافظين الجدد في واشنطن، الذين كانوا بالفعل مذعورين  من صفقة أوباما مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإزالة وتدمير مخزونها من الأسلحة الكيماوية السورية، وأن هذا التقرير الأخير هو نتيجة مؤسفة لكن لا مفر من سذاجة الرئيس في مواجهة دكتاتور.

وأكد بول ريان، في بيان مقتضب، تسديد اتفاق الأسلحة الكيماوية في ذلك الوقت بمناسبة الذكرى السنوية لمرور 3 سنوات على هجوم الغاز مدعيًا أنه اتفاق “استقرار النظام”.

وسبق قال إليوت أبرامز، كبير مسؤولي مكتب جورج دبليو بوش للشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي: “إذا كان الرئيس أوباما قد رد بقوة على الاستخدامات السابقة من الغازات السامة من قبل الأسد، فإن هذا لن يحدث في سوريا اليوم”.

وأضاف روجر كوهين، من صحيفة “نيويورك تايمز”: “إقرار أوباما في عام 2013، في الوقت الذي كانت داعش  بالكاد ناشئة، ليس للتمسك بالـ”خط أحمر” الأمريكي على  رفض استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية وكان ذلك  لحظة محورية في قيامه بتقويض كلمة أمريكا.

وحقيقة أن بشار الأسد استخدم أسلحة كيميائية بعد أن تم توقيع الاتفاق، فإنه من المرجح جدًا أنه أخفى بعض من مخزون غير معلن عنه من مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وهو شيء أكثر من مؤسف، لكلمة يمكن للمرء قولها عندما يتم خنق الأطفال الصغار حتى الموت باستنشاق المواد الكيماوية السامة الصادرة عن حكومتهم، لكن الواقعيين يمكنهم أن يخبروك أن ذلك كان يمكن التنبؤ به تمامًا، وأن الديكتاتور الذي في حالة خوف دائم على حياته لن يكشف كل شيء للمجتمع الدولي، وسيفضل بدلًا من ذلك الحفاظ على بعض من تلك الأسلحة في الاحتياط في حال بدأ نظامه يترنح.

ولا يريد الأسد أن ينتهي به الحال أذل أو في المنفى مثل زين العابدين بن علي في تونس، أو إعدامه مثل الزعيم الليبي معمر القذافي، وبالتالي حافظ على جزء صغير من هذه الأسلحة الكيماوية في أيدي الحكومة، وقصد عدم  الكشف عن منشآت الأسلحة الكيماوية الأخرى للأمم المتحدة وهو شيء منطقي لبشار الأسد أن يقوم بفعله، حتى لو كان انتهاكا لاتفاق قد وقع قبل ثلاث سنوات.

ويعتبر الانتقاد الكامل لحلقة “الخط الأحمر”، وتقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الأمم المتحدة المشترك دليلًا على أن ذلك جعل من  إدارة أوباما تبدو وكأنها مغفلة لأنها أبرمت اتفاقًا، وكانوا واثقين من أن دكتاتورًا قد يعطي أقوى أسلحته عن طيب خاطر. ولكن ما يقوله هؤلاء النقاد أنفسهم لا يمكنهم الإجابة عما إذا كان البديل الذي ينادي بوجود  قوة عسكرية منسقة سيقضي على الأسلحة الكيماوية للأسد بمرور الوقت أو قد  ينتج نتيجة أفضل من التراجع والتفاوض بعيدا.

ودمرت القوة العسكرية 1300 طن من غاز السارين وغاز الأعصاب VX، وكان يمكن أن يسمح للمفتشين الدوليين بالتحقيق في برنامج الأسلحة الكيماوية في سوريا للمرة الأولى منذ فترة طويلة جدًا، وأن القوة العسكرية أقنعت  نظام الأسد بوقف ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد شعبه، وخاصة إذا ما أخذ في الاعتبار أن الحملة العسكرية لن تكون بعثة  لتغيير النظام.

ويمكننا جميعا اللعب، صباح الإثنين، وافتراض أن الضربات الجوية داهمت منشآت الأسلحة الكيماوية للأسد وأرسلت تحذيرًا من أن نظامه كان في مرمى واشنطن، لكننا ببساطة لا نعرف ما إذا كان هذا قد حدث بالفعل، ون الحجة ترتكز على سلسلة من الافتراضات المتفائلة.

وما نعرفه هو أن اتفاق 2013 مع الروس على المخزون الكيماوي السوري  أجبر الأسد على الاعتراف ليس فقط بأنه يمتلك مثل هذه الأسلحة، لكن القضاء على جزء كبير من البرنامج الذي اعتبره وثيقة تأمين، تخيل أكثر من ذلك، الضرر الذي يمكن أن تبلغ عنه منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، الأسبوع الماضي، إذا لم يتم تدميره 1300 طن من المواد الكيماوية.

وتفيد الأنباء بأن استمرارالحكومة السورية في استخدام الغاز لقتل المدنيين، جريمة أخرى ضد الإنسانية التي نأمل أن يحاكم عليها أمام محكمة دولية، عندما تنتهي الحرب، لكن لا ينبغي أن تستخدم لائحة اتهام اتفاق عام 2013، فرغم نقائصه نفذته إدارة أوباما  باستخدامها خيار الدبلوماسية على الحرب.

عن شباب بوست

انظر ايضا

جريمة بشعة ومقززة بتفاصيلها تهز أركان المجتمع في المناطق “المحررة” بالتزامن مع القصف الهمجي والوحشي

مؤيد اسكيف أ قدم شبان على اغتصاب وتعذيب وقتل المربية والآنسة سوزان ديركريكور من أهالي …

تحذيرات لشركات الطيران المدني بالابتعاد عن سماء البحر المتوسط خوفاً من توجيه ضربة للأسد خلال 72 ساعة

تحذيرات لشركات الطيران المدني بالابتعاد عن سماء البحر المتوسط خوفاً من توجيه ضربة للأسد خلال 72 ساعة

حذرت هيئة الطيران المدني الأوروبي  NMOC  والتي تقع في بروكسل ، في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء …

أميركا: سنعاقب الأسد ويجب أن يرى العالم العدالة تتحقق.. روسيا: نحذركم من تداعيات خطيرة

قالت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، الإثنين 9 أبريل/نيسان 2018، إن الولايات …

اترك تعليقاً