لم يكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ينهي زيارته القصيرة إلى روسيا، حتى بدأت الأحداث بالتسارع كاشفة عن خفايا التفاهمات التي توصل إليها الطرفان، وإنعكاساتها على مجمل المواقف الدولية والإقليمية، وخاصة الثلاثي روسيا – تركيا – إيران، التي دخلت مواقفها في مرحلة إعادة تموضع، أخذ بعضها منحىً مغايراً تماما لما كان عليه حتى قبل أيام من الزيارة.
لعل أهم الأحداث تمثلت في الزيارات المتبادلة بين وزراء خارجية كل من إيران وتركيا، وما نتج عنها من تصريحات ودية تؤكد عزم الطرفين على تعزيز العلاقات الثنائية والعمل على إيجاد تسوية سياسية تنهي أزمة سوريا وتحفظ وحدة أراضيها، الأمر الذي يعطي إشارة بأن كلا البلدين باتا على قناعة شبه تامة بأنه من مصلحة الجميع إنهاء الحرب بأي ثمن كان، حتى مع إختلاف المواقف الجذري بينهما.
لقد كان لهزيمة إيران وميليشياتها المذلة في معارك حلب التي وقفت خلفها تركيا وإن بشكل غير مباشر، وفشل إيران الذريع في إعادة إحتلال المدينة، أبلغ الأثر في رسم ملامح موقفها الجديد من كافة الملفات في المنطقة، بما فيها الموقف من التغيير السياسي في سوريا والعلاقة بينها وبين كل من تركيا وروسيا، التي دشنت مرحلة جديدة من عدوانها على الشعب السوري، بإستخدام قاذفاتها الإستراتيجية لقاعدة همدان الجوية في تنفيذ هجمات جوية مدمرة على ثلاث محافظات سوريا هي حلب وإدلب ودير الزور.
إيران خسرت الكثير من أوراق قوتها وخاصة العسكرية منها، وبات مشروعها التوسعي في دائرة الخطر بل ومهددا بالسقوط، الأمر الذي دفعها للقبول باتفاق إستخدام المطارات الجوية الإيرانية من قبل روسيا، وذلك سعيا منها للمحافظة على دورها في سوريا، حيث كان هذا الاتفاق تطوراً نوعيا صب في مصلحة روسيا بالدرجة الأولى، فسمح لها بالتمدد والهيمنة على قرار أكثر من دولة، لكنه وفي نفس الوقت أضعف الموقف الإيراني الذي تمنع المادة 146\1979 من دستوره إقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها حتى وإن كانت لأسباب إنسانية، إضافة إلى أن إيران كانت تعاير العرب وتعتبر أن سيادتهم الوطنية على أراضيهم منقوصة بسبب بوجود قواعد أجنبية عليها، لكنها اليوم تقوم بنفس الأمر فتسمح لروسيا باستخدام قواعدها حتى دون الرجوع إلى البرلمان الذي طالب بعض أعضاءه بعقد جلسة توضح أسباب هكذا قرار والجهة التي وافقت عليه، وهي بهذا تضع نفسها في دائرة الهيمنة الروسية، ما يضع أكثر من علامة إستفهام على نظامها الديمقراطي المزعوم. يكفي أن نعلم أن الخميني قد كفّرَ أي حراك تحرري إيراني بحجة الولاء للخارج.
جملة التفاهمات الروسية – التركية – الإيرانية باتت شبه واضحة المعالم، وتتمثل في بناء علاقات أكبر من مجرد تقارب وأقل من تحالف، لكنها تفرض إمكانية وإحتمال التضحية بباقي الأطراف السورية، فالمعارضة السورية ونظام الأسد والأكراد، هم من سيدفع ثمن هذا التقارب الذي يقضي بتقديم الدول الثلاث لتنازلات تسمح بإنجاز تسوية سياسية تضمن مصالحهم التي تقتضي منع تقسيم سوريا على أساس إثني وطائفي، وهو ما يتطلب تخلي إيران عن بقاء الأسد، ووقف دعمها لوحدات الحماية الكردية عن طريق حكومة العراق وتحديدا وكيلها المالكي، في حين يتوجب على تركيا التوقف عن دعم المعارضة السورية ونسيان مطالبها برحيل الأسد الفوري، أما روسيا فتقضي التفاهمات برفع يدها عن الأكراد ووقف دعمها لمشروع إقامة كيان كردي في سورية، التفاهم التركي – الإيراني يتركز بالدرجة الأولى على أمرين: البعد الإقتصادي، ولجم أي حراك إنفصالي للأكراد العدو المشترك للبلدين.
ما يعزز هذا الإعتقاد أمران الأول: هو القصف الجوي الروسي الذي استهدف بالدرجة الأولى التجمعات البشرية والمشافي الميدانية في المدن والبلدات السورية المحررة، وهو ما يمكن تفسيره بالضغط على المعارضة السورية وحاضنتها الشعبية للجلوس الى طاولة الحوار والقبول بما يطرح من حلول تتبناها الدول الثلاث.
الثاني: هو المعارك التي إندلعت بين لجان الدفاع الوطني التابعة لنظام الأسد من جهة، وبين وحدات الحماية الكردية في مدينة الحسكة، وتدخل طيران الأسد لأول مرة في قصف مقرات وحواجز الوحدات، وهو ما يعتبر رسالة للأكراد، مفادها أن قواعد اللعبة في سوريا قد تغيرت، وأن مشروع إقامة كيان كردي في سوريا قد أصبح في مهب الريح، الأمر الذي يعني تخلي روسيا ونظام الأسد عن وحدات الحماية الكردية، خاصة وأن معارك الحسكة قد ترافقت مع حملة تفتيش وإعتقالات في صفوف الأكراد المقيمين في العاصمة دمشق، وتحديداً في منطقتي ركن الدين ووادي المشاريع في دمر.
أما الرسالة الأهم فقد كانت روسية تمثلت بقيام الطائرات الروسية بقصف أهداف كردية في مدينة عفرين، إذاً الرسالة واضحة لا تقبل التأويل. لكن وبما أن كافة الأطراف المنخرطة في الشأن السوري قد عودتنا على أن السياسة قذرة ولا مبدأ لها، فعلينا أن نضع إحتمال أن معارك الحسكة ليست سوى مسرحية متفق عليها بين كل من روسيا ونظام الأسد من جهة، ووحدات الحماية الكردية من جهة أخرى!!
المفارقة المذهلة المتعلقة بمعارك الحسكة، تمثلت في التدخل الأمريكي السريع، الذي فرض حظر طيران غير معلن فوق المنطقة، وذلك حماية لوحدات الحماية، التي أسمتها قوات التحالف الدولي على الأرض، وهو ما يعيد إلى الأذهان الموقف الأمريكي الرافض لإقامة مناطق آمنة، أو فرض حظر طيران يحمي المدنيين السوريين من قصف طيران الأسد، وهو ما يثبت تواطئ الإدارة الأمريكية مع نظام الأسد من خلال حمايتها له وتسهيلها لكل ما يرتكبه من جرائم بحق البشر والحجر ولأكثر من خمسة سنين، أما ما يثير السخرية في الموقف الأمريكي الأخير، فهو أنها وعلى مدى سنين لم تتدخل جويا لحماية فصائل المعارضة “المفحوصة” والمحسوبة عليها.
تركيا اليوم تبدو في أوج إندفاعتها للإستفادة من الزخم الحاصل على الساحة، في تحقيق إنجاز ما تضغط به وترد من خلاله على المواقف الأمريكية والأوروبية الأخيرة، وخاصة تلك المتعلقة بمسائل مثل دعم الغرب الإنقلاب الفاشل، وتسليم غولن لتركيا، وعدم إلتزام أوروبا باتفاق اللاجئين، وكذلك مسألة إنضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وهي بهذا تمارس سياسة حافة الهاوية، من خلال تقاربها مع روسيا وإبتعادها عن الغرب، مع الإبقاء على شعرة معاوية معهم، وهو ما يمكن إعتباره سياسة خطرة، وتركيا بكل تأكيد تدرك هذه المخاطر، لكنها تحاول إستخدام كل ما بحوزتها من أوراق قوة وضغط، لعلها تستطيع إعادة تصويب العلاقة بينها وبينه، خاصة وأنها وصلت مرحلة لم يعد لديها ما تخسره في علاقتها مع الغرب، الذي تخلى عنها رغم أنه في أمس الحاجة للدور والموقع التركيان، أما بالنسبة للعرب فإن علاقات تركيا معهم لم تعد ذات أولوية ملحة.
تغير المواقف التركية من سوريا لم يكن وليد اللحظة، ولو عدنا بالذاكرة الى الوراء قليلا وتحديدا إلى ما قبل الإنقلاب بعدة أسابيع، لوجدنا أن تركيا قد أرسلت عدة رسائل سياسية تمثلت بتصريحات لمسؤولين أتراك وتحدثت عن إهتمام تركي بعودة العلاقات مع سوريا وقبولها بدور إنتقالي للأسد، لتعود وتنفي ذلك بالقول أنه قد أسيئ فهم وتفسير التصريحات التي قصدت بها سوريا ما بعد الأسد، الذي لن يكون له دور في مستقبل سوريا، لكنها اليوم وعلى لسان رئيس وزرائها بن علي يلدريم، ووزير خارجيتها جاويش أوغلو، أكدت أن الأسد لاعب فاعل على الساحة ويجب التحاور معه، وتركيا مستعدة للقبول بوجوده في مرحلة إنتقالية.
تطورات مهمة ما كانت لتحدث لولا التفاهمات التي أنجزت بين الدول الثلاث، التي تبدو اليوم عازمة على تذليل أي عقبات تحول دون خروجها من المستنقع السوري، الذي سعت الولايات المتحدة الأمريكية لإغراق الجميع فيه، وهم بهذا يدركون أنهم يستنزفون وباتوا مهددون حتى بأمنهم القومي، خاصة في ظل التنوع الإثني والطائفي للدول الثلاث.
لكن ما هو موقف الولايات المتحدة الأمريكية مما يجري، وهل يمكنها القبول بهكذا تحالف قد يفضي إلى خروج تركيا وإيران من دائرة هيمنتها، وهل ستقبل بتمدد الروس في المنطقة؟ الجواب هو بكل تأكيد لا، فللولايات المتحدة الأمريكية أجندتها الخاصة، وسياستها المتمثلة بتوظيف الأحداث وتوجيهها، دون أن تنغمس فيها بشكل كلي، وهي بهذا تحاول الإستفادة من دروس أفغانستان والعراق، التي إستنزفتها بشريا وماديا، لذلك نراها اليوم تستخدم ما يتوفر لها من أدوات محلية، وتسمح لكافة الأطراف بالغوص في المستنقع السوري على أمل إستنزافهم وصولا إلى فرض رؤيتها على الجميع، إذاً هي فقط تعمل على إدارة الصراع وتوجيهه بما يتوافق مع مصالحها وأجندتها الخاصة.
لو عدنا قليلا إلى الوراء فسنلاحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية قد رمت بثقلها خلف الأكراد في معركة منبج، التي أدت إلى تشريد سكانها ومنعهم من العودة إلى منازلهم في بداية الأمر، لكنها وأمام الضغوط الهائلة وفي محاولة منها لإمساك بالعصا من المنتصف إرضاءً للجميع، أوعزت إلى عملائها في “قسد” بضرورة السماح للسكان بالعودة إلى منازلهم.
المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي وفي معرض تعليقه على التقارب الروسي – التركي أكد على أهمية الدور التركي في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وأن تركيا لا تزال شريكا وعضوا فاعلا في حلف الناتو ولن تنسحب منه، وأكد على عدم ممانعة واشنطن لقيام علاقة تعاون عسكري بين تركيا وروسيا، حيث قال بالحرف: “بالنسبة للتغييرات أو التعديلات في العلاقات الثنائية بين تركيا وروسيا، فهو أمر عائد لهما، وليس هناك بكل تأكيد أي نوع من الحظر في هذا المجال، وليس لدى أي أحد سبب للقلق”.
الولايات المتحدة الأمريكية، تدرك حاجتها الماسة للدور التركي خاصة في الحرب على ما يسمى الإرهاب، فحتى وإن إفترضنا جدلاً أنه قد تم القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، فإن إحتمال ولادة تنظيمات أكثر قوة وتنظيما واردة جداً، خاصة في ظل الفوضى الحاصلة على الساحة وغياب أي أفق لحل سياسي يلبي ولو الحد الأدنى من مطالب الشعب السوري، لكن هكذا حرب لا بد وان تترك آثارها على الأمن القومي التركي الذي يتعرض لأكثر من تهديد، ليس أخره تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيحاول الرد في العمق التركي، ولا حزب العمال الكردستاني، الذي قد يعود منبوذا كما كان حاله في كل مرة ينتهي فيها دوره كورقة ضغط تستخدمها القوى الدولية والإقليمية.
خلاصة القول: روسيا – تركيا – إيران ثلاث دول غاصت في المستنقع السوري بطريقة أو بأخرى، وبالتالي فإنها تدفع أثماناً باهظة، لا يمكن تحملها لوقت طويل، خاصة وأن هذه الدول في حالة تنافس محموم، وتحاول الخروج بأقل الخسائر وأكبر المكاسب، لكن أيا منها لم يحصل حتى الآن سوى على الخسائر التي تتضخم يوما بعد يوم، الأمر الذي جعلها تصل إلى قناعة مفادها أن إستمرار الصراع على حاله لن يؤدي سوى إلى غوصها في المستنقع السوري أكثر فأكثر، وهو ما سيحرمها من جني أية مكاسب، فكان التقارب الذي دشنته زيارة إردوغان لروسيا، ليتوج بضم إيران إليه لاحقا، وذلك في محاولة لتنحية الخلافات أو حتى تجميدها، والبحث بدل ذلك عن نقاط الإلتقاء.
صحيح أن إيران تبدوا في أضعف حالاتها، وصحيح أنها قد أعلنت إنتهاء العمل باتفاق قاعدة همدان من قبل روسيا، التي ربما تكون قد إستخدمت القاعدة دون علم الإيرانيين، لكن هذا الاتفاق أشبه ما يكون بجبل الجليد الذي لم يظهر منه سوى قمته، في حين أن معظمه يغوص تحت الماء، وربما يكون لإرسال روسيا بارجة حربية الى سواحل اليمن علاقة بهذه التفاهمات، الأمر الذي سيسمح لروسيا التدخل في اليمن لصالح إيران وعميلها الحوثي، أو لصالح أي جهة أخرى تجني من خلالها بعض المكاسب, وربما يكون للأمر علاقة بالضغط على السعودية في عدة ملفات أهمها أسعار البترول، الأمر الذي قد يضع روسيا في مواجهة مباشرة مع السعودية.
نظام الأسد ومن خلال المعارك ضد وحدات الحماية الكردية، يحاول بدوره اللعب على وتر العروبة، في محاولة لإعطاء نفسه شرعية تروج لبقائه وتعطي بعض شرائح المعارضة المسلحة سببا وجيها للتحالف معه، وتبرر لها الإنخراط في مشاريع التسويات السياسية.
روسيا تحاول اليوم إستخدام كافة أوراق قوتها، وتثبيت نفسها كلاعب رئيسي لا يمكن تجاهله، وهي بهذا تعمل على إستغلال الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة وخاصة في نهاية عهد أوباما للتمدد في المنطقة، وما إستخدامها للقواعد الجوية الإيرانية إلا تأكيد على أنها اللاعب الأكثر تأثيراً على مسار الأحداث، وبالتالي فإنها تحاول إستغلال نفوذها لعرض عضلاتها وفرض رؤيتها للحل في سوريا وجعلها أمراً واقعاً يقبل به الجميع، ولهذا فإن تحركها في هذا الإتجاه إعتمد على أمرين: الضغط على فصائل المعارضة السورية ومحاولة تركيعها من خلال تكثيف قصفها للمناطق المحررة وإستهدافها المباشر للمشافي وقوافل الوقود والأغذية، أما الثاني فهو العمل على إيجاد شخصيات وأحزاب سوريا تقبل برؤيتها للحل، وهو ما ترجم بلقاءات مع معاذ الخطيب صاحب نظرية “شروق الشمس من موسكو”، وشخصيات من حزبه “سوريا الأم”، الذي يبدوا أنه يتماهى تماما مع المشروع الروسي وبقوة، ومن يدري فقد نشاهد الخطيب رئيسا لحكومة إنتقالية تؤدي القسم أمام الأسد، بل وربما يكون هو الرئيس السوري المقبل.
أما العرب فإنهم وكعادتهم غائبون تماما عن المشهد بل وعاجزون عن التأثير في الأحداث، في حين أنهم يكتفون بين الحين والآخر بردود أفعال لا ترقى لمستوى الأحداث الجسيمة التي تهدد الأمن القومي العربي ووجود الأنظمة نفسها، والعرب اليوم بين متآمر أو متخاذل أو ضعيف لاحول له ولا قوة، والكل بمشاكله مشغول، لكن الثابت في الأمر هو أنهم تأخروا كثيرا لدرجة بات معها أي حديث عن تلافي الأخطاء الإستراتيجية التي وقعوا فيها أمراً شبه مستحيل، لكن لازال بيدهم ورقة في غاية الأهمية ألا وهي المقاومة السورية الشريفة، التي يمكن أن تقلب الطاولة على الجميع ولكن بشرط توحيدها وتوجيهها، وتزويدها بأسلحة فعالة من ضمنها صواريخ مضادة للطيران.
عندما يكثر اللاعبون وتتداخل الأجندات، فلابد وأن تتغير طبيعة التحالفات التي يفرضها تقاطع المصالح أو تنافرها، وبالتالي فإن الكبار هم من يفرض قواعد اللعبة، في حين أن الصغار لا يملكون سوى الإنقياد والتسليم بالدور المرسوم لهم، ومن هنا يمكننا القول إن أكبر الخاسرين من هذا الصراع هي تلك الأطراف التي رهنت مصيرها بهذه الجهة الخارجية أو تلك، لكن وبعيداً عن هذه القاعدة فإن الثابت في الأمر هو أن الشعب السوري الذي صمد للسنة السادسة على التوالي رغم التكالب الرهيب عليه، لن يقبل بأي حلول يتم فرضها رغما عنه، وما هذا التدافع الحاصل على الساحة وتَغيُّرِ طبيعة التحالفات وخارطة الفصائل المسلحة على الأرض سوى ترجمة لإرادة قوية لا تقبل الإستسلام، وستسقط كافة المشاريع الظالمة التي يحاولون فرضها علينا.
الكاتب: خليل المقداد
المصدر: اورينت نيوز