استعداد اهل داريا للرحيل
استعداد اهل داريا للرحيل

أمهات داريا يودّعن “قبور الشهداء”

لا يحمل أهالي داريا شيئا من مقتنياتهم وهم يغادرون مدينتهم “الشهيدة” نحو وجهة لم يختاروها،

لكنهم مثقلون بجراح مثخنة وذاكرة أرهقتها مشاهد الحرب والدمار وبراميل الموت طيلة أربع سنوات.

تبعثرت الذكريات تحت الأنقاض، وجدران البيوت المهدمة وقفت شاهدة على ما مرّ من لحظات عصية، تحت قصف طائرات النظام وروسيا.

“قهر كبير بين السكان”، هكذا يصف ناشط من المدينة حال أهلها المكلومين على فراق بيوتهم حتى وإن كانت غبارا وأنقاضا، ويضيف “ذهبت الأمهات أمس إلى المقابر لتوديع شهدائهن، إنهن يبكين على داريا أكثر مما بكين حين سقط الشهداء”.

تختزل الصور بعضا مما يعيشه الأهالي لكنها لا تصف ما يختلج صدورهم، عند تقبيل اسم مدينتهم على أحد جدرانها.

خروج الدفعة الأولى من أهالي داريا باتجاه الغوطة الغربية (ناشطون)

لحظات صعبة
يقول أحد مقاتلي الفصائل المعارضة في المدينة “تعيش داريا أصعب اللحظات، الجميع يبكي، الطفل يودع مدرسته، والأم تودع ابنها الشهيد عند قبره”.

ويضيف “يجمع سكان داريا أغراضهم المتواضعة المتبقية، لتبقى معهم ذكرى لأربع سنوات من الحصار والجوع والقصف، وتبقى ذكرى لمجتمع دولي خذلهم دون أي ذنب”.

أهالي داريا ينتظرون إخراجهم من مدينتهم (ناشطون)

اتفاق وشروط
وأوضح المقاتل المعارض في المدينة أن قرار التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية على إخلاء المدينة “بعد صمود دام أربع سنوات يعود إلى الوضع الإنساني المتدهور فيها والقصف المتواصل عليها، فكان لا بد من حماية المدنيين”.

ودخلت اليوم الجمعة حافلات تابعة للهلال الأحمر السوري إلى مدينة داريا في إطار تنفيذ الاتفاق الذي توصلت إليه قوات النظام والمعارضة المسلحة في المدينة.

وستقوم هذه الحافلات بنقل المدنيين إلى مراكز إيواء في مدينة الكسوة الخاضعة لسيطرة النظام في ريف دمشق.

واشترط النظام السوري على الأهالي عدم حمل أيٍّ من مقتنياتهم الشخصية، ونقلهم إلى مراكز إيواء في مدينة الكسوة يشرف عليها النظام. كما ينص الاتفاق أيضا على إخراج المقاتلين إلى محافظة إدلب.

مقابر من فقدوا بقصف داريا (ناشطون)

رمزية خاصة
ويعيش نحو ثمانية آلاف شخص في داريا الواقعة على بعد نحو عشرة كيلومترات جنوب غرب العاصمة. وهي أيضا مجاورة لمطار المزة العسكري، حيث سجن المزة الشهير ومركز المخابرات الجوية.

وكانت داريا قبل الحرب تعد حوالي 80 ألف نسمة، لكن هذا العدد انخفض 90% حيث واجه السكان طوال سنوات الحصار نقصا حادا في الموارد. ودخلت في شهر يونيو/حزيران أول قافلة مساعدات إلى داريا منذ حصارها في العام 2012.

ولداريا رمزية خاصة لدى المعارضة السورية، فقد كانت في طليعة حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مارس/آذار 2011، كما أنها خارجة عن سلطة النظام منذ أربع سنوات بعدما تحولت الاحتجاجات إلى نزاع مسلح، وهي من أولى البلدات التي فرض عليها حصار.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية

عن شباب بوست

انظر ايضا

ارشيف

قوات الاسد تستهدف روضة اطفال في مدينة حرستا السورية

قصفت قواتُ الأسد يوم الأحد، روضةَ أطفالٍ في مدينةِ حرستا بالغوطةِ الشرقية في ريفِ دمشق …

5 شهداء في مجزرة للطيران الحربي في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية

5 شهداء في مجزرة للطيران الحربي في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية

استشهد خمسة مدنيين وجرِح آخرون في مدينة دوما بمجزرة للطيرانِ الحربي، بينما ألقى الطيران المروحي …

طفلة سورية تكشف مجازر حلب تويترياً

طفلة سورية تكشف مجازر حلب تويترياً

تقوم بانة بنشر يومياً لمحة عن الاحداث التي تلاقيها مع اهلها واصدقائها وجيرانها جراء القصف …

اترك تعليقاً