شهدت منطقة “تل حميس” جنوب القامشلي بريف الحسكة، انتشارا أمنيا كبيرا لمجموعات مسلحة “خاصة” تابعة لحزب “الاتحاد الديمقراطي” (PYD)، خلال الأسبوع الماضي، بينما استمر التوتر بين قوات النظام ومسلحي الحزب نتيجة الاعتقالات المتبادلة لعناصر الطرفين.
وأكد الناشط “ملاذ اليوسف”، أن مسلحين من حزب “الاتحاد الديمقراطي”، يطلق عليها اسم “هات” أو “المقنعين”، مازالت تطوق بلدة “تل حميس”، وتنتشر حواجز دائمة وطيارة في جميع أرجاء المنطقة، وتفرض ما يشبه حظر تجوال ليليا فيها، لتشن مداهمات واعتقالات بحق بعض الأشخاص هناك، بعد محاولة اغتيال قياديين في ميليشيات الحزب والهجوم على أحد حواجزها في قرية “أبو قصايب” القريبة من مناطق سيطرة ميليشيا “الدفاع الوطني”.
وقال “اليوسف”، إن ميليشيا “المقنعين”، أحد فروع ميليشيا “آساييش”، الذراع الأمني لحزب “الاتحاد الديمقراطي”، تلقت تدريبات على يد ضباط أجانب يعتقد أنهم أمريكان في معسكرات بمناطق سيطرة الحزب شمال الحسكة، مضيفاً أنها داهمت قرى عربية في “تل حميس”، منها: (أبو كبير الحسينية، الناعم، خراب المهار، أم كهيف الحصوية)، واعتدت على مجموعة من الشبان بالسلاح الأبيض في قرية “شرموخ”.
وأشار الناشط إلى تحليق طائرات مروحية أمريكية بارتفاع أعلى من المعتاد وبشكل يشبه التمشيط فوق قرى قريبة من الحدود العراقية بلدة “تل حميس”، مثل: “غرناطة، عكاظ، بلقيس” والقرى الواقعة بينها، بالتزامن مع مداهمات ميليشيا “المقنعين” في البلدة.
وذكرت ميليشيا “آساييش” في بيان، أن عناصرها فككوا “خمسة عبوات ناسفة كانت مزروعة على الطريق الواصل بين بلدتي تل حميس والقحطانية عند قرية الطويل يوم 10 آب الجاري”، مضيفة أن العبوات كانت اسطوانية الشكل وتزن الواحدة منها ما بين “3 – 5 ” كغ، معدة للتفجير عن طريق جهاز تحكم عن بعد (لاسلكي).
وأعلنت ميليشيا “آساييش” عن تخريج أولى دفعات مجموعة “هات” (المقنعين)، في آب /أغسطس 2015، ومهمتها الأولى المواجهة والتعامل مع أي “أحداث أمنية” تقع داخل المدن والبلدات، الواقعة تحت سيطرة حزب الاتحاد، من محاولات الاختطاف وعمليات التفجير وغيرها.
كما تختص “هات” (المقنعين) بالبحث عمّا تسميها “خلايا نائمة”، وحماية القياديين خارج وخلال انعقاد المؤتمرات والندوات واجتماعات لمواجهة أي تهديدات لهم.
وفي مدينة الحسكة، لازال التوتر مسيطرا على العلاقة بين قوات النظام وميليشيا “آساييش” حزب “الاتحاد الديمقراطي”، رغم إطلاق ميليشيا “الدفاع الوطني” سراح المدنيين الأكراد المعتقلين لديها، وذلك بعد رفض الميليشيا الكردية، إطلاق المعتقلين لديها بينهم، مدير مياه الحسكة محمود عكلة، ومدير مطحنة الحسكة عبد الحليم خليل، مدير الصوامع طلال أمين، ومحاسب إدارة الموارد المائية راجح سلومي، حسب مصادر محلية.
وأضافت المصادر ذاتها، أن دورية لميليشيا “آساييش” الكردية، اعتقلت ضابطا برتبة نقيب و9 عناصر لقوات النظام خلال مرور سيارتين عسكريتين قرب دوار “الصالحية” شرقي مدينة الحسكة، ليرد عناصر النظام باعتقال 9 عناصر من “آساييش” بينهم قيادي، لتتم عملة تبادل سريعة بين الجانبين.
وكانت مجموعة مسلحة تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، اختطفت رئيس المجلس الوطني الكردي “إبراهيم برو” من وسط مدينة القامشلي بريف الحسكة أمس، لتنفيه إلى إقليم كردستان العراق.
ويتقاسم السيطرة على مناطق ونواحي الحسكة، الأذرع العسكرية لحزب “الاتحاد الديمقراطي” بأكبر المساحات، وقوات النظام في المربعات الأمنية والقطع العسكرية وعشرات القرى بمحيط مدينتي الحسكة والقامشلي، فيما يسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” على بلدة “مركدة” وهي آخر معاقله في المحافظة