في شهر شباط من عام 2014 خرج شوفان مع عائلته بمساعي من الأمم المتحدة ولجأ إلى تركيا في أيلول من العام ذاته ليعيش في مدينة أماسيا التي يشابه اسمها للمصادفة الاسم القديم لحمص “أميسا”.
وهناك أراد ابن حي باب السباع أن يستعيد عشقه القديم للتجارب والإبتكار في مجال الزراعة، فبدأ بتنفيذ نظام البواري المتوازية الذي يعتمد على الزراعة ضمن عبوات بلاستيكية فارغة تُعلّق على شباك أو جدار ويتم تمديد الري لها بطريقة خاصة، وزرع من خلال هذا النظام العديد من النباتات والخضار ومنها الخس والبقدونس والبندورة والخيار والفليفلة والباذنجان والجزر والبطاطا، مراعياً حاجة كل نبات من الري والغذاء، ليحقق اكتفاءً ذاتياً له ولمعارفه وجيرانه الذين مدوا له يد العون في إنجاح مشروعه المميز هذا.
وبعد ذلك انتقل شوفان–كما يقول لـ” اقتصاد”- إلى فكرة “الزراعة المائية”، التي تعمق في أسرارها من خلال النت، وتواصل مع أناس زودوه بمعلومات مهمة عن إنتاج الفطر وصناعة (الأبواغ)، ومعلومات عامة عن الزراعة المائية التي تعتمد –كما يقول محدثنا- على النظام الدقيق والمحاليل المغذية وتحتاج جذورها لمساحات أقل من الزراعة العادية.
أنفق شوفان الكثير من الأموال في البداية نتيجة قلة خبرته في هذا النوع من الزراعات، ومع ذلك أصر على الاستمرار وراسل شركة زراعية عالمية على النت، وبعد اقتناء أجهزة لقياس ph وجهاز ppm تمكن من زراعة العديد من أنواع الخضار كـ”الفاصولياء” و”البندورة” و”الخيار” و”الفليفلة” و”الباذنجان”وغيرها، في أصص مائية، وكانت نسبة النجاح-كما يؤكد- 60 %.
ويشرح محدثنا الآلية التي تعتمد عليها الزراعة المائية حيث تتطلب توفير محلول مغذٍ يعوّض المغذيات الكبرى والصغرى الموجودة في التربة كالـ “نتروجين” و”البوتاسيوم” و”الكالسيوم” و”نترات كاسيو” و”نترات بوتاسيوم” و”ماغنسيوم الحديد” وغيرها.
كما تعتمد هذه الزراعة أيضاً على دوران الماء للأوكسجين.
ولفت محدثنا إلى أن الفراعنة هم أول من اكتشف الزراعة المائية، واسرائيل أول من استخدمها في العصر الحديث، ثم انتقلت لأوروبا، وهي منتشرة بالخليج الآن، ومن مزايا هذا النوع من الزراعة –كما يؤكد شوفان- مضاعفة الإنتاج وتوفير المياه، كما تمتاز بعدم حاجة جذورها لمساحات كبيرة كالزراعة العادية، ويمكن من خلالها زراعة أنواع عدة من الخضار كالبطاطا والبصل والجزر والورقيات والأشجار أيضا،ً ولكن لكل فئة منها –كما يقول– نظام خاص بها.
وعلى ضوء التجارب الناجحة التي قام بها، أراد شوفان أن يؤسس لمشروع خيري لمساعدة أهلنا في الداخل ولكنه اصطدم برفض الفكرة من أصحاب الذمم الذين يتكلمون باسم الثورة–كما يقول- مفسراً هذا الرفض بكون هذا المشروع غير مكلف ولا يمكن السرقة منه-حسب تعبيره-.
وأشار محدثنا إلى أن كل ما قام به خلال السنوات الماضية كان على نفقته الخاصة وحال ضعف إمكانياته المادية في كثير من الأحيان دون طموحاته وأفكاره، إضافة إلى الحالة الصحية حيث يعاني جرّاء إصابة بشظايا قذيفة هاون منذ أربع سنوات تسبب له آلاماً شديدة عند الحركة والتنقل، وبالرغم من ذلك يتمسك شوفان بالأمل والإصرار على العطاء، ويتوق لإثبات ذاته وبناء مستقبل أفضل لعائلته وبلده.
المصدر: المركز الصحفي السوري