قبل أشهر، عندما تراجع موقف الثوار في ريف حلب الشمالي، واجتاحت قوات النظام المدعومة بالميليشيات الإيرانية مساحات واسعة هناك، استغلت الميليشيات المنضوية في قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الموقف لتوسع مناطق نفوذها وتجتاح هي الأخرى مناطق الثوار هناك، في حين لم يتم تسجيل إطلاق ولو رصاصةٍ واحدة منها على قوات النظام التي تتوازع معها مناطق السيطرة في المنطقة.
يتكرر المشهد اليوم، ففي مدينة حلب التي ما زال النظام يحتفل بإنجاز قواته الحصار التام على أهلها، مالت الوحدات الكردية، أحد أهم مكونات (قسد)، مع الكفة المائلة، وهي بطبيعة الحال قوات النظام هذه الأيام، فكانت هذه الوحدات التي تسيطر على حي الشيخ مقصود شمال حلب، هي المبادر الأول لوضع يدها بيد النظام في إحكام الطوق على أكثر من 200 ألف مدني رفضوا مغادرة حلب الشرقية.
ووثقت صورة تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي هذه الحالة من التناغم بين الوحدات الكردية وحلفائها من النظام، ويضاف إليهم قيادي بارز في الميليشيات الإيرانية العابرة للحدود، وتم التقاطها في حي (بني زيد) شمال غربي مدينة حلب، المتاخم لمناطق سيطرة النظام من جهة ومناطق سيطرت الوحدات من جهة أخرى.
ولم يذكر متداولو الصورة من هم الشخصيات التي ظهرت في الصورة، واكتفوا بالإشارة إلى أنها جمعت ضابطاً في قوات النظام، وقيادياً في ميليشيا (وحدات الحماية الكردية)، وقيادي إيراني كشفت “العربية نت” أنه قائد لواء الباقر الإيراني، المدعو الحاج خالد الملقب “أبو حسين”، ونشرت صورة أخرى له جمعته مع قائد “فيلق القدس” الإيراني الجنرال قاسم سليماني.
وكانت ميليشيا وحدات الحماية الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي قبل يومين مواقع الثوار في محيط حي الشيخ مقصود شمالي مدينة حلب، وسيطرت على أجزاء من حي الأشرفية المجاور، وأفاد مركز حلب الإعلامي أن الوحدات المنضوية في تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) سيطرت على كامل منطقة السكن الشبابي في حي الأشرفية إثر هجوم على مواقع تمركز الثوار في المنطقة.
وأشار ناشطو حلب إلى أن وحدات الحماية استغلت حالة الحصار التي فرضتها قوات النظام في حلب لتوسع مناطق نفوذها هناك، في وقتٍ ترتكب فيه طائرات النظام مجازر يومية في الأحياء التي باتت محاصرة في حلب.
ومن جانبها، شنت قوات النظام إثر حصارها لحلب هجوماً واسعاً على حي بني زيد وسيطرت عليه بعد اشتباكات مع كتائب الثوار.
المصدر: كلنا شركاء