تداولت وسائل الإعلام, وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي قصة ذلك الرجل الشيعي العراقي الذي شارك في هدم تمثال الرئيس العراقي الراحل “صدام حسين”, أثناء الغزو الأمريكي للعراق ,, والذي أبدى ندمه على فعلته تلك, متمنياً عودة أيام صدام…
من جهتي, وإن كنت لا أحب إقامة التماثيل للرؤساء,, سواء كانوا من الرؤساء الشرفاء, أو العر…
إلا أنّ ذلك الخبر أعاد إلى ذاكرتي قصة الخلاف (التاريخي) بين الراحل “صدام حسين”, وبين صاحبنا “حافظ الأسد”…
وبالذات خلافهما على مشروعية شن الحرب على إيران,,,,
وتذكرون (قبل عدة سنوات) عندما قام وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بعرض وثيقة فرنسية (تاريخية) أمام مجلس الأمن,
تظهر رسالة خطية وقع عليها والد, أو جد حافظ الأسد و عدد من زعماء الطائفة العلوية , يذكرون فيها أنّ العلويين ليسوا مسلمين, ويدافعون عن قيام الدولة اليهودية في فلسطين, ويشتمون عرب فلسطين, … الخ.
في الحقيقة,,,
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها هذه الوثيقة, ففي إحدى القمم العربية,,, التي عقدت قبل نحو 30 عاماً,,,
تحدّث حافظ الأسد طويلاً عن القضية العربية,
وعن انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الخميني الداعمة للقضية العربية , والذي استبدل سفارة إسرائيل بسفارة فلسطين,
ثم قيام بعض العرب بالانتصار لأمريكا وإسرائيل (كما قال), من خلال محاربة هذه الثورة الإسلامية الإيرانية المباركة,
(طبعاً كان يقصد إهانة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين) …
الخلاصة: بعد أن انتهى (القائيد الخاليد) من كلمته, طلب صدام حسين الرد عليه,,,
فأخرج من بين أوراقه الموجودة أمامه تلك الوثيقة الفرنسية,
ثم رماها في وجه حافظ الأسد,
قائلاً (باللهجة البغدادية):
تكدر تكول مين هو اللي موقع على هذي الوثيقة من عيلتك,
بعدها سكت كل الحضور للحظات,
بعدها أضاف:
في هاي الوثيقة يظهر مين هو اللي حارب الإسلام والعروبة والقضية الفلسطينية,,, ,,,
وبعد صمت استمر لنحو دقيقة,,,
أكمل كلامه, قائلاً (وباصقاً): تفو على شرفك, وعلى شرف عيلتك, هذا إذا كان عندكم شرف بالأساس.
من جهتي,
سمعت هذه القصة من عدة جهات, ولكن الغريب أنني سمعتها أيضاً من أحد مسؤولي حافظ الأسد الكبار, والذي كان يخطب فينا في إحدى دورات المعسكر الجامعي الصيفي بحلب, ,, وذلك بعد حدوث القصة بعدة سنوات,,
وللأمانة التاريخية فقد روى لنا ذلك المسؤول السوري (الكبير) القصة بطريقة مشابهة تماماً لطريقة شريف شحادة في رواية القصص الوطنية.
بصراحة كنا جميعاً (نتوقع) أن يذكر ذلك المسؤول أنّها وثيقة مفبركة, تهدف للنيل من صمود (السيد الرئيس المناضل حافظ الأسد),,,
إلا أنّ المسؤول لم يفعل,,, وهذا ما أثار انزعاجنا (الوطني).
ولكن عندما أنهى ذلك المسؤول روايته لتلك الواقعة بالقول:
بس السيد الرئيس ما سكتلوا.
قلنا في سرنا: طالما السيد الرئيس ما سكتلو لصدام,,, معناها خلص وصلنا حقنا
عتاب محمود: كلنا شركاء