من رسائل اﻷبد
عمار الجمعة*
من قال أنه يجب على هذا الكم من الأجساد أن تفنى لكي يحيا جسد؟
من قال أن على هذا الكم من الأرواح أن تعلو فوق السماء التي هبطت علينا فجأة دون أن ندري وأن نعد مايعد المرء من تيم لدرب الهجرة الكبرى؟
كم بعدنا…قلنا سنرجع… قرب رحلتنا تكومت المسافة والذكريات ورسائل الأبد..
كانت دمائنا تبكي على تكوينها اﻷول ..كانت تصعد من نشيج الخوف…أقلقهم سبات القلب في صدر من عادوا ليزينوا باب الخليقة بأمنية الرجوع ….كانت الأحضان البدائية والأصابع والعيون ترتعد انتظارا …لم تعد…..
تسربلت الكلمات بالمنفى ..ضاقت بكل احتياجات اﻷبوة واﻷمومة والحديقة ..تقطعت الحناجر في ندائنا لم يكفي ولن يكفي هزنا ورد يعري شوك قافلة الرجوع لدروب موتانا وما يخفي الكبد…
كم سيلزمنا من تواقيت الحياه لنعبر هول أغنية سنعدها فينا ..سيكون نشيدنا البادي ويكون ما يمكن من تشردنا على باب انتظارات القصائد لتأخذنا لبابها العالي وترسم بردنا ورجفة المهزوم واشياقات الأحبة!
حين تعصف رحلة مجنونة بكل أصناف الحكاية والحكاية …أن المشاعر ﻻتجهز نفسها لقصيدة تبقى ويفنى بلد… .
*كاتب من سورية