من يقيّم الثورة (بالإذن من السادة ثوار 08.12.2024)

عمار الجمعة
عمار الجمعة

من يقيّم الثورة (بالإذن من السادة ثوار 08.12.2024)

لم يكن من المنتظرأبداً أن يتم تقييم الثورة ونجاحها وتحقيقها لحلم جماهيرحالمة عريضة من (رجل )عاش في ظلال النظام الساقط وتنعم بنعم الفساد العريض وذاق لذة فقدان الكرامة وجمال العبودية
وبأن الذي حصل(السقوط) توافق دولي ومؤامرة كونية على عرش سيده
وأن لا قيمة لدم الثوار وشهادة الشهداء وتهجيرالشعوب وحلم المغيبين بالنور الذي لم يروه
وصرخات الأمهات الثكالى والأطفال اليتامى التي تلاقي عنان السماء وتسقط فوق نظام لاتوجد مفردة في الكون توازي خساسته وسفالته وإجرامه
لم نكن ننتظر تقييم الثورة منك أيها الصعلوك الذي كنت (ومازلت بداخلك ) مؤمناً بذاك النظام وبأنه لابديل عنه وكلما تحدثت عنه تطلب البديل فكل بديل لايكون بحجم ذاك الصعلوك القاتل الساقط
كنا ننتظرالتقييم من الأسرى الذين فقدوا مشاعراً بالأطنان مع كل جزيئة تعذيب ابتدعها المجرمين
ننتظره من أسير سقطت مشاعره كما سقطت أعضاءه وهو يواجه وحش التعذيب المهول ويصرخ بأعلى دمه” ياالله مالنا غيرك ياالله “
ومن امرأة مسجونه تنسى أنها امرأة وأما وأخت وزوجة
ومن شاب أصبح جسده قطع تبديل يوزعها على كل سفلة العالم ليعيشوا ويموت هو
ومن مسن يدرك حجم الوجع عند خريف العمر وخذلان احترام نهايته ومن طفل أو طفله يأكلهم البرد داخل مخيم اللجوء في وطن اللجوء ومذلاته.
طفل أو طفلة جل أمانيهم رغيف خبز وخيمة يحلمون في الشتاء القادم بهما ويضيفان: لو يعود أحد والدينا من غياب طال عمرا لايدركانه إلا بمقدار ماينقصهم من حضن يمنحهم بعض الحنان
أتعلم كيف سيقيم ذلك الطفل أو الطفلة سقوط سيدك وسقوط المجرمين
كيف سيقيم الثورة سجين ومفقود وامرأة ومسن كيف ستطير أرواحهم عباءات خضراء تغطي ربوع البلاد الجريحة
و ثم كيف تطوعك نفسك العفنة أن تفرح معهم وأن تزين صفحتك بالأخضر وتحمل علم الثورة وتتبجح بمعاناتك التي لاتقل عنهم وتبحث في أن تكون عضوا في مؤتمرالحوار الوطني
عن ماذا ستحاور وماذا سوف تقول ستتكلم عن الظلم وأنت كنت تعمل ليل نهار ليبقى الظالم الذي لابديل له
ستتحدث أمام العلن عن أحلامك بالتغيير وبالديقراطية وتبيع كما كنت تفعل فيما مضى شعارات استهلكها الجلاد ليقتلنا تحت ظلالها
وفي الخفاء ستسب الجلاد لأنه رحل سريعا ولم يبقى للأبد
وحين تتاح الفرصة تدافع عن عرش سيدك وتعلن أنها مؤامرة وتوافق دولي ليسقط ذاك الكلب وتعلن بكل بجاحة تربيتك المؤيدة للجلاد أنه كان أقلها يؤمن رواتبنا …
أربعة عشر عام والناس يموتون والأرقام تتصاعد حتى وصلت عنان السماء
وأنت فقدت هذا الشهر رواتبك الكانت تدفع من بيع الكبتاجون والأعضاء البشرية لأبناء وطنك (لا أقول أخوانك )
لاتنتظر تقييمك سيدي لأن من امتهن الذل وتشربه سيبقى يهتف بأبدية السادة وجمال ذل العبيد …..


اكتشاف المزيد من شباب بوســــــت

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Related Posts

النافذة بوصلة اتجاهاتنا
  • فبراير 16, 2025

عمار الجمعة النافذة ألق العابرين تطل من أعلى على ما تريد تمنح العشاق أوقاتهم ليقرؤا ما فاتهم من رسائل الراحلين التاركين أوراق أشجارهم تلعب بها الريح أمام نافذة الإتتظار تبحث…

Continue reading
اللون: أسطورة الطّين والضّوء..
  • فبراير 4, 2025

يستكشف المقال “اللون: أسطورة الطين والضوء” للكاتب عمّار حمزة الجمعة البعد الفلسفي والجمالي للألوان، وكيف تتداخل مع تكوين الإنسان، والمكان، والذاكرة. يناقش المقال العلاقة العميقة بين اللون والمعتقدات، وتأثيره في تشكيل الهويات والانتماءات. كما يتناول تمرد الألوان على الثوابت، وقدرتها على تجاوز المعاني المطلقة، لتصبح لغة حرة تتجدد مع الزمن، معبرةً عن الوجود الإنساني بكل تناقضاته.

Continue reading

شارك برائيك