
نفايات القاعدة الأمريكية تتحول إلى مورد للعيش
في قاعدة رميلان التابعة للقامشلي، تلجأ القوات الأمريكية إلى التخلص من نفايات مطعمها عبر إلقائها في الأراضي الزراعية المحيطة بجنوب المدينة. وبسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وجد الأهالي، الذين يعانون من الفقر المدقع، أنفسهم مضطرين للبحث عن بقايا الطعام وسط هذه النفايات.
في البداية، كان الأمر يتم بهدوء، حيث اعتاد بعض السكان المحليين جمع ما يمكنهم الاستفادة منه، لكن مع مرور الأيام، ازداد عدد الباحثين عن الطعام، وبدأت المشاحنات والتوترات.
تحول النفايات إلى سبب للصراع
لم يقتصر الأمر على التزاحم، بل تطور إلى اشتباكات عنيفة بين الأهالي، حيث أصبحت العصي والقبضات أدوات للصراع على ما يمكنهم الحصول عليه. وتحولت المنطقة إلى ساحة معركة يومية، يتنافس فيها السكان على أفضل الفضلات المتاحة.
أمام هذا الوضع المتفاقم، تدخلت القوات الأمريكية لمحاولة فرض النظام، وقررت وضع آلية توزيع جديدة: سيتم تخصيص النفايات بالتناوب بين القرى وفق جدول زمني محدد، في محاولة للحد من المشاحنات المتكررة.

استجابة سلبية لنداء المعاناة
مع تزايد انتشار الأخبار عن هذه الأزمة الإنسانية، عُقد اجتماع يوم أمس في مدينة معبدة، جمع قيادات من قسد مع قيادة قاعدة رميلان التابعة للجيش الأمريكي/التحالف الدولي.
استمر الاجتماع لمدة ساعة، وأسفر عن قرار صادم بالنسبة للأهالي: سيتم التخلص من النفايات بعيدًا عن مراكز القرى المذكورة ومنع الأهالي من الاقتراب منها.
خذلان وألم.. هل أصبح مكب النفايات موردًا؟
انتهى الاجتماع، لكن بقيت التساؤلات معلقة: هل يمكن أن يتحول نقل معاناة البشر إلى عامل سلبي يضر بهم؟ هل أصبح مكب النفايات موردًا يعتمد عليه السكان؟ كيف يُعقل أن تكون منطقة تمتلك 70% من النفط والغاز السوري، يعيش أهلها على بقايا طعام المحتل؟
إقرأ أيظاً
قسد: تناقضات الخطاب الديمقراطي والفشل في الواقع السوري
تقرير لقناة الجزيرة الإنجليزية
اكتشاف المزيد من شباب بوســــــت
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.