النافذة بوصلة اتجاهاتنا

النافذة ألق العابرين تطل من أعلى على ما تريد تمنح العشاق أوقاتهم ليقرؤا ما فاتهم من رسائل الراحلين التاركين أوراق أشجارهم تلعب بها الريح أمام نافذة الإتتظار تبحث عن ذاتها بالقرب من ذاتها .

النافذة الهواء الذي يقتحمنا , الهواء الذي يهزنا .

النوافذ التي تصمد في وجه الريح و الدخلاء والغبار الذي لا يكف عن السقوط تمنحنا الأمان والهدوء تلك النوافذ التي تزيل عنا القلق والخوف ورائحة التراب .

النوافذ تتبعنا كأم كلما ابتعدنا نلتفت حتى تغيب .

نوافذ لطقوس الوجع والإنكسار وكابوس الألم المخترقة لصمت الجدران المؤسسة للغرق

النوافذ التي تصرخ في وجهنا كلما مررنا قربها تطل على أرصفة عمرنا ,تختزن الأمنيات و أغنيات السفر

النوافذ بوصلة اتجاهاتنا مسافاتنا التي أكلت الكثير من أحلامنا ونحن ننبطح لنرى الحقيقة بوضوح أكثر ,أسئلتنا التي لا  تنتهي ونحن نمارس لهونا الذي لم يقدر لنا , اشتهائاتنا الموسومة بالخجل والتيه والألوان, يقيننا الذي يمر من بين أيدينا سدى ً.

النوافذ أسمائنا التي نخجل منها أو تخجل منا لعلنا نقنعها يوما بأحقيتنا بامتلاكها وبجدوى بقائها بالقرب منا ,عصىً نتكئ عليها نتسلل إليها كلما أوجعتنا سياط الحنين إلى أي شيء

النوافذ بحرنا الأزرق الذي ننزل إلى أسفله لنكتشف القاع الذي طالما أغرانا بالنزول .

نوافذ للبسمات المغلقة على شفاه الدهشة واالإلتفاتات الحالمة بغد أفضل يهيمن على وجداننا.

النوافذ الشجر الذي يسكننا كلما تطاولنا لنتعربش على الأفق الممتد لأعلى ولأعلى يكون الأمر أصعب ما يكون بزوايا رؤيا تنفرج كلما اطلنا الانتظار ليتمدد النظر أفقياً وعمودياً.

النوافذ التي تحط عليها العصافير أعشاش مؤقتة .

النافذة الكبيرة ابنة الغرفة الكبيرة ابنة البيت الكبير .والنافذة الصغيرة ابنة الغرفة الصغيرة وابنة البيت الكبير الذي رباها

منذ أن كانت صغيرة .

النوافذ تذكرني بتحطيمها كلما ساورني الغضب

تلبسني كظلي وتغفو بالقرب مني.

النافذة تيه الروح الباحثة عن أفق ٍصعلوك ٍيوجهها ويأخذها لزمن آخر يكون الأفق قد اتسع لتمارس صعلكة أجمل فكل صعلوك بطل .

النافذة ذراعي أنثى تحتضن عشيقها وتبذل كل جهدها لتمنحه دفء اللحظات المسروقة .

النافذة نوارس بحر تحملنا لأعلى ليزداد هذا البحر عمقا وتزداد السماء زرقة , السماء التي أتعبتنا قدر ما تستطيع .

النافذة المكسورة لا يطل منها سوى الفقراء على صباح انتظروه تأخر,كم تأخر .

النوافذ المفيمة السوداء لا يطل منها الفقراء.

نوافذ مزاحة عن مواقيتها.

نوافذ للحمائم تمنحنا الهديل.

النافذة التي أصبحت بابا ً، الباب الذي تنصل من مسؤولية النافذة المتمردة.

نوافذ لفيروز (لريشاتك وأيامها سوى) (و لأم كلثوم نوافذ حين يرق الحبيب أو لا يرق.

نافذة للغيم يكللنا بالمطر وللمطر نوافذ تذكرنا بالحبيبات الغائبات اللواتي نحبهن قدر ما نستطيع

نافذة للكاذبين بكل ماركاتهم.

النافذة ذكريات العاشق المحموم الذي رحل دون أن يف بوعوده كم كان كذابا! ونافذة مفعمة بالأريج لعشاق تتابعوا وتقاطروا كي لا ينتهي تاريخهم في العشق.

نوافذ لأمهات يطللن بها على أولادهن الصغار الذاهبين إلى المدارس صباحا والعائدين من خدمة العلم فيمر الأسى الشفيف بأرواحهن حين يعودون بأولاهم الصغار وهن مازلن ينتظرن عودتهم من المدارس.

نافذة للطفولة المتهتكة تبحث عمن سلبها ألعابها وأودعها للكمبيوتر ونوافذ للكمبيوتر الذي سلبنا دموعنا وحنيننا واشتياقنا

إلى أي شيء مضى.

النافذة حاكم يطل على رعاياه رافعاً يديه إلى أعلى قدر ما يستطيع ولا احد يعرف لماذا.

النافذة ترقب الذين يوزعون أعمارهم على الطرقات أو يقتسمون أعمارهم مع الشارع في انتظار حبيبة أو عمل.

النافذة وطن يمنحنا كل هواء الأرض.

النافذة عقاب المنتظرين و مناديل للمودعين،مساند لأيادي المتعبة التي أقلقها الانتظار .

النافذة انفلات النافذة انقلاب, النافذة إيقاع .

النافذة فوهة بندقية كتيمة تكوننا دما للمعارك أو دريئة.

النافذة جيل بأكمله غير منفتح واثق بالانغلاق،مؤمن به بأقل قدر من الإحباط .

النافذة جرح يتسع, النافذة ناي يذكر الجرح بنفسه كلما أراد أن يلتئم .

النافذة في الأقبية وجع طويل وللطوابق العليا نوافذها المختلفة.

النافذة المنتهكة التي يراقبها الغريب ولا يمنحها فرصة واحدة كي تتنفس، الذي لا يؤمن بالنوافذ المفتوحة،ولاهي تؤمن به.

النافذة عينا أعمى يتوكأ عليها لتمنحه هواءها وتضعه في مهب الرؤيا.

النافذة الموجعة التي انتظرنا أمامها كثيرا ولم يطل منها أحد كنا ننتظره فتخذلنا في وجع انتظاراتنا.

النافذة الوحيدة التي لا يطل منها أحد ولا يقف أمامها أحد.

النافذة صامتة لا تبوح بأسرار أناسها ولا حتى أسرار العابرين، ولا تمنح أحاسيسها لأحد.

النافذة المظلمة التي غادرها الجميع فنامت.

النافذة لذة لا تنتهي تنسكب كماء لتبلل الأشياء والاسماء.

النافذة البارزة خروج عن البيت تخضع للنقد حول مشروعيتها الفنية والثقافية كونها أودت بروتين أيامنا وانضمت إلى خانة الخوف الحديث وخرجت عن الخوف العمودي .

النافذة السلام الذي يمنحنا إياه أحدهم والتي ستغلق عما قليل (لحق إن كنت تلحق)

النوافذ غير المشروعة التي يفتحها الريح أو تفتحها القطط لا ذنب لأحد بها.

النوافذ الخلفية لا شأن لها بما ندعيه، إنها بيت لا تفتح نوافذه.

النافذة ذاكرة.

النافذة الخائفة (الغير مدعومة) هي التي لا تملك إطارا يسندها.

النافذة سماء تطلق ترانيمها التي تشبع مجاعاتنا الروحية.

النافذة لا جغرافية لها لذلك لا تعرف من أين تبدأ معها والى أين تنتهي بك حدودها.

النافذة التي تُفتح تمنح الباب فرصة ليفتح هو الآخر.

النوافذ الخشبية تملك روح النافذة.

النافذة الشرفة التي يمكن أن تلقى منها كل الخطابات الخشبية.

النافذة حلم مدينة بنيت على أحلام الناس وعندما اكتملت أخذت الأحلام تنسل من نوافذها

النافذة حصان أتعبه الاسطبل الذي لم يخلق لأجله.

النافذة المتمردة تحب الأجنحة والكلمات والألوان البيضاء تماماً والديمقراطية.

النافذة العابرة تلك التي نمر عليها دون أن تشعر بنا.

النافذة الواعية تلك التي تستوعبنا تماما أو التي لا تستوعبنا.

هناك ما يكفي من النوافذ للالتقاء بالآخرين وهناك ما يكفي منها للاعتراف بالآخر ولقبوله والكثير منها لنلقح أحزاننا بمضادات اليأس والكثير منها لنحلم معا ونرتب أحلامنا الجماعية لتوفير الهدر في الأحلام  الفردية .

النوافذ التي لا تنظر ورائها هي نوافذ لا تعرف الحرية.

النافذة التي لا تغير قناعاتها هي نوافذ مستقلة.

النوافذ الفاسدة هي التي تنمو كثيرا مع أصحابها.

النافذة تعرفنا تماما وهي التي تشارك الأهل في وداعنا حين نسافر وتستقبلنا معهم أيضا حين نعود.

النافذة حامل أفكارنا الأولى وعشيقتنا الأولى وأول حرف كتب كان على جسدها.

النافذة أول العارفين باني اتخذت أحمد صديقا جديد وهي أول من قرأ قصائدي في رثاء حسن سلطان الجاسم وخالد الخلف.

النافذة مرجوحة تعيدنا جدا لماضينا الذي مضى حنيناً وفجأة تنطلق بنا إلى حاضر مكتظ بالاختناق.

النافذة ملهمة مستبدة تمنحنا ما تريد فقط عندما تريد.

النافذة الصديق الذي يبقى بعد أن يذهب كل الأصدقاء.

النافذة تودع أهلها وتبقى بعد رحيلهم لتؤنس المكان، النافذة شاهدة قبر.

النافذة قلب خفيف الظل يتسع للأمكنة وكل نافذة أغنية تحدق فينا بانتظام توزع التاريخ.

النافذة تمنحنا الملامح حين ننسى ملامحنا في الطريق إلى حلب

النافذة مراحل لا تنتهي، حادثة الحب الأول.

النافذة شعورنا البري والبحري والوطني والمزمن،تؤثث نشيدنا العالي , كن حبيبي وهويتي .

النافذة تمنحنا فرصة أخرى لنعبر عن ذاتنا حين ينسانا الجميع.

النافذة أم حين تسندنا ونحن نحتاج الحنان، نحتاج المشاعر تلهمنا التريث في فصل الحكاية.

النافذة مساند اللبلاب والزهر القديم والسراب.

النافذة عش العصافير التي لا تؤمن بالرحيل ولا بالارتفاع الشاهق فتنحني للنافذة.

النافذة المطر, الأغاني التي تتكسر على البلور تحت الهطول وليس من أحد .

النافذة لم تكن يوما نسياناً ولا منفىً.

الكلمة نافذة الشعراء.

لا تمنح كل مشاعرك لنافذة.

النافذة النص الذي اكتمل أو لا أبدا

لا يكتمل هي مثل الهواء والغناء.

النافذة فوضانا ….


اكتشاف المزيد من شباب بوســــــت

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Related Posts

اللون: أسطورة الطّين والضّوء..
  • فبراير 4, 2025

يستكشف المقال “اللون: أسطورة الطين والضوء” للكاتب عمّار حمزة الجمعة البعد الفلسفي والجمالي للألوان، وكيف تتداخل مع تكوين الإنسان، والمكان، والذاكرة. يناقش المقال العلاقة العميقة بين اللون والمعتقدات، وتأثيره في تشكيل الهويات والانتماءات. كما يتناول تمرد الألوان على الثوابت، وقدرتها على تجاوز المعاني المطلقة، لتصبح لغة حرة تتجدد مع الزمن، معبرةً عن الوجود الإنساني بكل تناقضاته.

Continue reading
قصة الفلد العسكري( فلد كوري)
  • ديسمبر 9, 2020

فيلد كوريالدكتور ممدوح حمادةالـ (فيلد)  هو سترة عسكرية خضراء يلبسها الجنود فوق لباسهم العسكري اتقاء للبرد وتستر نصفهم العلوي فقط، وللحقيقة فأن الكثيرين من المدنيين يرتدونها فوق لباسهمالمدني أيضا ولكن…

Continue reading

شارك برائيك