مذكرة كردية سورية إلى حكومة الانتداب (تموز – حزيران 1932)

نطالب بإدارة خاصة مناسبة لمنطقتنا

اليكم نض المذكرة

نحن الموقِّعين أدناه، من رؤساء عشائر، تجار، مخاتير قرى، وسكان الجزيرة، يشرفنا أن نلفت انتباهكم إلى القضايا التالية:

1- نحن سكان الجزيرة، من مسلمين ومسيحيين، ننتمي إلى العرق الآري وإلى الأمة الكردية، التي، وبالنظر إلى تاريخها، أصلها، عاداتها، وتقاليدها، تشكّل خصوصية كاملة وقائمة بحد ذاتها، وتشكل، مقارنة بالسوريين في الداخل، مجموعة متميزة.

2- لما كان سكان جبل الدروز، والإسكندرونة، وكذلك العلويون، ينعمون بعطف حكومة الانتداب، فإننا نسمح لأنفسنا بأن نلتمس من فرنسا، أم الحضارة والنور، أن تعترف لنا بإدارة خاصة مناسبة لمنطقتنا، وذلك حتى تُضمن حقوق سكان الجزيرة البؤساء وتصان.

3- أُسست الجزيرة قبل نحو ست سنين بفضل الجيش الفرنسي، الذي عمل على تحقيق الأمن، وقام، تحت سلطة العلم الثلاثي الألوان، بتأسيس نحو مئتي قرية والعديد من المدن، وذلك بمساعدة المساعي الكبيرة للاجئين الذين لحقوا بإخوتهم في الدم الذين كانوا يسكنون المنطقة من قبل. لكن، وللأسف، قامت الحكومة المحلية آنذاك بإرسال موظفين حكوميين غير مؤهلين، لا يجيدون لغتنا، وليسوا جزءًا من هذا الشعب البائس. لن يستطيع السكان تحمّل هذا الظلم أكثر من ذلك، ولن يستطيعوا كذلك مساندة موظفين يريدون أن يحكموا بشكل مخالف للأنظمة والقوانين. لقد أصبح الكثير من إخواننا ضحايا أبرياء للجشع غير المشروع لهؤلاء الموظفين، بل وصل الأمر حدّ زجهم في السجون. إن هؤلاء الموظفين شوفينيون، ولا يقبلون أن يأتي لاجئون ينتمون إلى قومية أخرى ليسكنوا في سوريا، وهم في الغالب لا يخفون هدفهم بتنفيذ برنامج يضع نصب عينيه تصفية الأشخاص الذين لا ينحدرون من العنصر العربي في أول وقت ممكن.

4- كنتيجة للتصرفات اللاشرعية لهؤلاء الموظفين المحليين، اضطرت مئات العائلات إلى ترك منازلها في قامشلي وعين ديوار بمنطقة الجزيرة، ولجأت إلى مناطق الحكومات المجاورة.

5- يأمل سكان الجزيرة العيش تحت حماية الشعب الفرنسي، أمّ الحضارة والتقدم، والمدافع عن الحقوق القومية. سيكون هؤلاء السكان ملتزمين ومدينين إلى الأبد لفرنسا، التي تأمل منها الجزيرة، التي تعيش حاليًا وضعًا بالغ السوء، انتعاشًا اقتصاديًا يجعلها تزدهر وتنمو.

6- لقد فتحت الجزيرة من قبل خيرة جنود الجيش الفرنسي، والمئات من المقاتلين الكرد الذين ضحوا بدمائهم في سبيل ذلك، وسيكون مصير هذه المنطقة الخراب والدمار إذا بقيت في قبضة الحكومة المحلية الجائرة. لذلك، فإن ازدهارها وسعادة سكانها ستتحقق إذا حظيت بإدارة خاصة.

7- وهكذا، ستقوم العشائر التي تستوطن المناطق المحاذية للخط الحديدي بترك تركيا، والانضمام إلى أبناء عشائرها الذين كانوا متواجدين سابقًا في الجزيرة، مما سيسهم في تحقيق الاعتراف بهذه المنطقة غير المأهولة.

نذكر مرة أخرى بأهمية مطالبنا، ونأمل من حكومة الانتداب أن تجيز لنا إدارة تليق بعاداتنا الاجتماعية وشعبنا المضطهد.

المصدر: مجلة الحوار [الكردية السورية باللغة العربية]، العدد 56 (صيف 2007)، تقديم إيفا سافلسبيرغ وسيامند حاجو، ترجمة عن الألمانية لفرهاد أحمي، عن مجلة دراسات كردية (Kurdische Studien) ، التي تصدر بالألمانية عن مؤسسة برلين لدعم الدراسات الكردية.


اكتشاف المزيد من شباب بوســــــت

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Related Posts

عشيرة العامر في سوريا تصدر بيانًا رافضًا للمشاريع التي تهدد الوحدة الوطنية
  • أبريل 26, 2025

أصدرت عشيرة العشرة في سوريا بيانًا رسميًا يؤكد رفضهم التام للمشاريع التي تمس الوحدة الوطنية وتضر بمصلحة البلاد. جاء البيان في وقت حساس يعكس وقوف العشيرة ضد أي محاولات لتغيير…

Continue reading
العدالة الانتقالية: مغانم التعجيل ومغارم التأجيل
  • أبريل 26, 2025

إن العدالة الانتقالية ليست مجرد عملية محاسبة للجرائم التي ارتكبت خلال فترة حكم استبدادي أو نظام دكتاتوري، بل هي خطوة أساسية نحو بناء مجتمع ديمقراطي يقوم على العدالة والمصالحة. في…

Continue reading

شارك برائيك