نهاد علي أوزجان – صحيفة ملييت – ترجمة وتحرير ترك برس
ما زالت العملية العسكرية المزدوجة قائمة بجناحيها السوري والعراقي رغم عدم وضوح نتائجها سواء بالنجاح أو الفشل، ففي الأسبوع الماضي كان القائد العام للقوات الأمريكية المسلحة جوزف فوتال في المنطقة ولم يكن سعيدا بالتحضيرات السورية والعراقية للعملية المرتقبة. لكن ما خفف على الجنرال في زيارته هو تمسك أمريكا بقوات سوريا الديمقراطية (هو حزب العمال الكردستاني ولكن باسم وقناع لطيف) في استراتيجيتها الكبيرة لإسقاط داعش.
ما تزال الولايات المتحدة الأمريكية تصر على دعم حزب العمال الكردستاني بالسلاح والدعم اللوجستي والاستخبارات والتعليم والغطاء الجوي بقرار وإجماع البنتاغون، وهو ما يُفسّر بأنه أخبار جيدة لأمريكا في حربها على داعش، لكن الرد التركي كان مغايرا لذلك تماما، فهم يرون في هذا الدعم الخطر المحدق بكل أبعاده وخاصتا البعد العسكري على الحدود الجنوبية للبلاد. وهنا سأسلط الضوء واضع العدسة على البعد العسكري للمسالة.
تقوم أمريكا بتعليم جيش سوريا الديمقراطي كل ما يلزمه من تدريبات عسكرية واستخدام للأسلحة والتكتيك والاستراتيجيات والتخطيط والإدارة… لكن اللافت للنظر هنا هو التمييز في التعليم لدى أمريكا، إذ تقوم بتعليم الأقلية العربية في جيش سوريا الديمقراطي وهم أهل العشائر السنية بتعليم مرحلة المبتدئ، ينما تقوم في المقابل بتقديم أعلى مستويات التدريب للعناصر المنتمية لحزب العمال الكردستاني، ومع خبرات تلك العناصر القديمة التي تصل ل 40 سنة فإن مستواهم يتحسن ويتقدم بشكل ملحوظ وكبير عن قرنائهم عرب العشائر.
تتسلم وحدات حماية الشعب-حزب العمال الكردستاني السوري الأسلحة الأمريكية عبر أجهزة المخابرات حسب اتفاقها مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولا تقتصر طرق التزويد بالأسلحة على هذا الأمر، بل تتعداه لتصل إلى أن تقوم وحدات حماية الشعب بشراء الأسلحة من الفصائل الأخرى أو من السوق السوداء، ومع استمرار تدفق السلاح فان ترسانة الحزب تستمر في التضخم. في المقابل نرى أن الخبرات العسكرية تطورت بشكل ملحوظ عند الكادر القيادي في الحزب بفعل المعارك المستمرة مع تنظيم داعش.
في ظل كل ما سبق ومع استمرار تطور حزب العمال الكردستاني في البعد العسكري والاقتصادي والسياسي تتضاعف في المقابل المخاوف والتحفظات التركية.