قسد بين نهب الثروات والقمع السياسي: هل تقترب من نهايتها؟


بقلم:نجاح عثمان – شباب بوست

منذ سيطرتها على شمال وشرق سوريا بدعم أمريكي، تحولت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من شريك عسكري في محاربة داعش إلى قوة قمعية متهمة بنهب النفط، فرض مناهج تعليمية أيديولوجية، وتصفية المعارضين واعتقالهم تحت ذرائع واهية.

ورغم محاولاتها ترويج نفسها كـ”إدارة ذاتية ديمقراطية”، إلا أنها فقدت أي دعم شعبي حقيقي، خاصة في المناطق العربية مثل دير الزور والرقة ومنبج، حيث يرى السكان أن قسد تمارس الاحتلال بدلًا من الحكم العادل.

أولًا: قسد ونهب النفط السوري


إحدى أبرز التهم التي تواجه قسد هي سرقة النفط السوري لصالحها ولصالح الولايات المتحدة. ورغم أن دير الزور والحسكة من أغنى المناطق بالنفط، إلا أن أهلها يعيشون في فقر مدقع، بينما يتم تهريب النفط عبر صفقات سرية.

أين يذهب النفط؟
1. إقليم كردستان العراق
• يتم تهريب النفط عبر وسطاء وبيعه بأسعار رخيصة، قبل إعادة تصديره بطرق مختلفة.
2. النظام السوري
• رغم العداء العلني، إلا أن هناك اتفاقيات سرية لبيع النفط للنظام السوري عبر شبكات تهريب.
3. شركات أمريكية خاصة
• بعض الشركات المرتبطة بمقاولين أمريكيين يُعتقد أنها تستفيد من تجارة النفط، مما يفسر استمرار الوجود الأمريكي.

خلال فترة ترامب، كان الموقف الأمريكي واضحًا: “نحن هنا من أجل النفط”. وحتى بعد رحيله، لم يقم بايدن بأي تغيير حقيقي، ما يؤكد أن واشنطن ترى في النفط السوري مصلحة استراتيجية لا يمكن التخلي عنها.

ثانيًا: القمع السياسي والاعتقالات التعسفية

  1. قمع الاحتجاجات الشعبية
  • مع تزايد الغضب الشعبي، خرجت مظاهرات في دير الزور والرقة رفضًا لسياسات قسد، خاصة نهبها للنفط وفرض التجنيد الإجباري وإغلاق المدارس.
  • بدلاً من الاستماع لمطالب الناس، قمعت قسد هذه الاحتجاجات بالقوة، واعتقلت العشرات بحجة “التعامل مع داعش”.

2. السجون السرية والاعتقالات التعسفية

  • كل من يخالف قسد أو يعارض سياستها يتم اتهامه بالإرهاب أو بالارتباط بداعش.
  • العديد من الناشطين والعشائريين تم اعتقالهم دون محاكمة في سجون سرية، حيث يتم احتجازهم لسنوات دون تهم واضحة.
  • تقارير “هيومن رايتس ووتش” و“منظمة العفو الدولية” وثّقت انتهاكات جسيمة تشمل التعذيب وسوء المعاملة داخل هذه السجون.

ثالثًا: فرض المنهاج الكردي وإغلاق المدارس

لم يقتصر نفوذ قسد على التحكم بالثروات، بل امتد إلى التعليم، حيث قامت بفرض منهاج أيديولوجي يخدم توجهاتها، وأغلقت المدارس التي ترفضه.

  1. إغلاق المدارس الحكومية وفرض مناهج جديدة
  • أغلقت قسد آلاف المدارس في دير الزور والرقة والحسكة، وفرضت منهاجًا يمجد حزب العمال الكردستاني (PKK).
  • تم إقصاء اللغة العربية في بعض المناطق، واستبدالها بالكردية، رغم أن غالبية السكان عرب.
  • حذف المواد الدينية والتاريخية التي لا تتماشى مع أيديولوجية قسد، ما أثار غضب السكان.

2. رفض شعبي واسع

  • الأهالي رفضوا إرسال أطفالهم لهذه المدارس، ما أدى إلى زيادة نسبة التسرب المدرسي بشكل مخيف.
  • خرجت مظاهرات ضد هذه السياسات في الحسكة والقامشلي والرقة، لكن قسد قمعتها واعتقلت المعلمين والطلاب المحتجين.

رابعًا: تجنيد الأطفال والتجنيد الإجباري

رغم تعهدها للأمم المتحدة بوقف تجنيد القاصرين، إلا أن قسد لا تزال تقوم بخطف الأطفال وإرسالهم إلى معسكرات تدريب عسكرية.

  • وثّقت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” تجنيد عشرات الفتيات القاصرات في وحدات حماية المرأة (YPJ).
  • الأهالي الذين يحتجون على هذه الممارسات يتعرضون للتهديد أو الاعتقال.

“التجنيد الإجباري لا يقتصر على الأطفال، بل يشمل الشباب العرب أيضًا، الذين يُجبرون على القتال لصالح قسد، رغم رفضهم لها.”

خامسًا: هل اقتربت نهاية قسد؟

مع تصاعد الغضب الشعبي واتساع رقعة الاحتجاجات، تواجه قسد أكبر أزمة في تاريخها. ورغم الدعم الأمريكي، فإن سياساتها القمعية جعلتها تخسر أي شرعية محلية.

ما العوامل التي قد تؤدي إلى انهيارها؟

  1. الرفض الشعبي المتزايد
  • السكان العرب لم يعودوا يقبلون بوجود قسد، خاصة مع استمرار انتهاكاتها واحتكارها للموارد.

2. التغيرات الدولية

  • أي تغيير في السياسة الأمريكية، أو تقارب بين القوى الإقليمية، قد يؤدي إلى تقليص الدعم لقسد وفتح المجال أمام عودة الدولة السورية أو فصائل أخرى.

3. تصاعد التوتر مع العشائر العربية

  • استمرار حملات الاعتقال والاغتيالات ضد زعماء العشائر قد يؤدي إلى تمرد واسع ضد قسد، كما حدث في أحداث دير الزور الأخيرة.

الخاتمة: قسد على المحك

لم تعد قسد ذلك الفصيل الذي حارب داعش، بل تحولت إلى قوة قمعية تسيطر على النفط، تقمع المعارضين، وتفرض أجندات أيديولوجية بالقوة.

ومع تزايد الغضب الشعبي، ورفض السكان لسياساتها، يبدو أن نهاية قسد قد تكون أقرب مما يتوقع البعض. فهل ستعيد النظر في نهجها، أم أنها ستواجه مصير القوى التي سبقتها في محاولات فرض السيطرة بالقوة؟


اكتشاف المزيد من شباب بوســــــت

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Related Posts

المغمورون في سورية: ضحايا السد ومادة في بروباغندا الانفصاليين!
  • مايو 4, 2025

المغمورون في سورية: ضحايا السد ومادة في بروباغندا الانفصاليين!مسألة المغمورين في سوريا ليست اختراعاً سياسياً بل مأساة إنسانية حقيقية بحق المغمورين أنفسهم. هؤلاء أُجبروا على مغادرة قراهم التي غمرها سد…

Continue reading
قسد في مهب الريح: هل اقتربت لحظة النهاية؟
  • أبريل 8, 2025

تمرُّ قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بمرحلة مفصلية من وجودها، إذ لم تعد تحظى بالدعم الدولي نفسه الذي مكنها من السيطرة على مناطق واسعة من شمال شرق سوريا خلال الحرب ضد…

Continue reading

شارك برائيك