
هذا المقال عن شهادة لاحد المواطنين السريين المهجريين من قرية مزكفت يدعى سليمان عباس.
تقع قرية مزكفت في ناحية القحطانية بمحافظة الحسكة، وهي إحدى القرى التي يقطنها العرب، وتضم أكثر من 20 منزلًا. في تاريخ 15 مارس 2014، تعرض سكان القرية لعملية تهجير قسري نفذها حزب العمال الكردستاني (PKK)، حيث أُجبر الأهالي على مغادرة منازلهم بالقوة.
على الرغم من مراجعات الأهالي للمراكز المختصة وتقديمهم شكاوى عديدة لاستعادة حقوقهم، إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل. بدلاً من إيجاد حلول، استمر الحزب في نهجه التصعيدي، مما اضطر العائلات إلى الخروج دون أي ضمانات لعودتهم أو تعويضهم.
مع استمرار مطالب الأهالي باسترجاع قريتهم ومنازلهم، قُدمت لهم وعود زائفة، لكنها لم تنفذ. هذا المصير ليس استثناءً، بل يشبه ما حدث في مناطق أخرى كالشيوخ في حلب وغيرها، حيث تم تهجير العرب دون رجعة. ولم يتوقف الأمر عند التهجير، بل لجأ الحزب إلى تدمير منازل القرية بالكامل، لمنع الأهالي من المطالبة بها مجددًا.
كانت الإجابة الوحيدة التي تلقاها الأهالي: “كانت لكم منازل، واليوم ليس لديكم شيء.” وحتى حين لجأ السكان إلى شخصيات معروفة داخل الحزب للتوسط وإيجاد حل، كان الرد بالإهانة والطرد، بحجة أن المنطقة أصبحت عسكرية ولا يمكن استردادها.
بعد فترة، بدأت تظهر ملامح تغيير ديموغرافي واضح، حيث تم تسكين كوادر كردية وغيرهم في القرية. هذا التحول يعكس الوجه الحقيقي لما يسمى بالديمقراطية التي يدعيها الحزب، والتي باتت تُستخدم كذريعة للتهجير القسري والاستيلاء على الأراضي.
ما حدث في مزكفت يمثل جزءًا من سلسلة أفعال قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان. ورغم المأساة، لا يزال أهالي القرية يتمسكون بحقهم في العودة، مؤمنين بأن يومًا ما ستعود الحقوق لأصحابها.
15 مارس 2014… ذكرى مؤلمة، ولكن الأمل في العودة لا يزال حيًا.
شباب بوست
اكتشاف المزيد من شباب بوســــــت
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.